السودان اليوم:
عندما إشتري لنا الوالد رحمة الله عليه (ثلاجة) بالمنزل كان ذلك مُتزامناً مع دُخُول الكهرباء للقرية أواخر السبعينات وكانوا يوصوننا وبشدة على نزع (الكُبس) مُجرد إنقطاع الكهرباء حتى لا (تحرق) الثلاجة ، هكذا كانوا يقولونها ولم نكن ندرك كيف تحرق الثلاجة عندما تعود الكهرباء ولكن بالطبع كنا ننفذ التعليمات حرفياً فكنا نتسابق فى ذُعر لنزع وصلة الكهرباء مُجرد إنقطاع التيار! وهذا بالضبط ما مارسته الحكومة بالامس مع جمعة الغضب فسارعت الى نزع (كُوبسات) الكباري بولاية الخرطوم وإغلاقها مُستبقة الكهرباء الاسلامية أو دعنا نسميها كهربة الشعب حتى لا تحرق (ثلاجتها) . حقيقة إن كنّا قد نجد العُذر لأهلنا آنذاك لربما لحداثة عهدهم بإستخدام الكهرباء أو لربما للتعليمات المُغلظة من شركة كردفان للتجارة التى باعتنا الثلاجة ! فما هو المبرر لتصرف الحُكومة أن تُعطل مصالح الناس وتحجرهم فى بيوتهم وتمنعهم من الوصول لمبتغاهم بالعاصمة وما مأساة وفاة الشيخ المُسن عند كبري (الفتيحاب) إلاّ واحده من نتائج (الخُلعة) التى عاشتها الحكومة بالامس ، ثم ماذا عن الاقاليم وعن الذين ليست لديهم كباري هل إستطاعت الحكومة أن تمنعهم التظاهر؟ بالطبع كلّا لم تستطع ، تصرف يدعو للإستهجان من اللجنة الأمنية التى أوجدت كل أسباب النجاح للإحتجاجات قبل أن تنطلق بصنيعها (الراجف) وخوفها الغير مُبرر . يا سيدي الشعبُ تداعى للخروج لجمعة أطلق عليها (جُمعة الغضب) مُحتجاً على تعديلات في القانون الجنائي يقول أنها مَسّت ثوابته الإسلامية فما المانع أن ترعي الجهات الامنية تلك الاحتجاجات وتحرسها بكل مهنية حتى تُوصل رسالتها ثم تنصرف فما المانع ؟ وما الداعى لإغلاق بعض المساجد الكبيرة فى وجوه المُصلين في بادرة لم تحدث حتى أيام المُستعمر (الكافر) ورغم ذلك لم تنجح الدولة فى منع المصلين المتظاهرين من إسماع صوتهم لكل العالم . (برأيي) أن جُمعة الامس قد أدّت رسالتها بنجاح و جدارة ولن تكوُن هى الجمعة الأخيرة فى ملف التعديلات الجنائية المُعيبة فى حق الشعب المُسلم فلا هى من إختصاص وزارة العدل ولا مجلس الوزراء الذى رفعها ولا رئيس مجلس السيادة الذى مهرها بتوقيعه فكل هذا الثلاثي لا يملك حق التشريع والاعتماد ولا التنفيذ فى ظل غياب البرلمان المنتخب وأعتقد هى ذات (العُواسة) التى مارسها (حمدوك) بطلبه لجنة الوصايا الدولية بلا تفويض ولا برلمان ، وأعتقد ما زالت الفُرصة سانحة أمام الفريق البرهان (المَسحُور) كما كتب متوقعاً الاستاذ الطيب مصطفى في عموده بالأمس (زفرات حري) ما زالت أمام الرجل (البرهان) سانحة إلغاء أو تجميد هذه التعديلات لحين تشكيل البرلمان إذا ما أراد للناس أن يُصلوا بقية جمعهم في هُدوء بلا (بُمبان) . (برأيي) أن السباق مع الزمن هو السمة السائدة لهذه الحكومة الفاشلة الغير مُفوضة من الشعب المتغوله على ثوابته الدينية ، المُمارسة لتكميم الأفواه تحت مختلف الذرائع والمُسوغات حتى مع الذين ناصروها ، قد يكونُ من حقها أن تقود (قحت) (قطيعها) كيف شاءت ولكن ليس من حقها وليس بمقدورها أن تقود شعبٌ مُعلم هو من يُحدد بأي دين وعرفٍ يُحكم ، و(برأيي) أن هذه التعديلات المُستفزة ما هى إلاّ إحدي المُلهيات المُتاحة للحُكومة بعد (الكُورُونا) لإشغال المواطن عن الالتفات للضائقة المعيشية ولن تصمد طويلاً أمام إرادة هذا الشعب المُتدين بفطرته الذى صرع الحكومة بالامس قبل أن تصرعها صُفوف الرغيف فالإطعامُ قبل الأمن ، والايام سجال وحُبلى بالمفاجآت .
قبل ما أنسي :ـــ
جماعة أنصار السنة الذين إلتقاهم (حمدوك) يا ربي هم أنصار السُنّة الأصليين أم هُم الذين إنشقوا عنهم بما عُرف إعلامياً (بمجموعة المزاد) غايتو لكن جنس تكتكا يا حمدكا .
The post الرجفة شنو؟.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.