غير مصنف 2

أي سحر باتع يجعل البرهان يحمي اعداءه الشيوعيين من غضب الشعب؟!.. بقلم الطيب مصطفى

السودان اليوم:
ظل ذلك السؤال يؤرقني ويغض مضجعي كلما رأيت البرهان (مندعرا) خلف الشيوعيين ،حاميا لحماهم ، ساكتا عن خرمجتهم ، راضخا ومنصاعا لاملاءآتهم ، متقبلا لإذاهم واستفزازاتهم ، ولم اجد اجابة عند كل المندهشين والمتسائلين مثلي ، الأمر الذي اضطرني الى ان افزع الى فكرة أنه ربما كان (مسحورا) لعلي اخرج من حيرتي ومن ثم افكر في رقية (كاربة) اسعفه بها ولكن!
حكى لي صهري وزوج ابنتي الكبرى د.حسين الحفيان انه في اول عهده بممارسة الطب عين في مستشفى شندي فكانت بعض نساء قرية الحفيان المجاورة لشندي عندما ياتينه طلبا للعلاج يرمين روشتة الدواء ويطلبن منه الفاتحة اعتقادا فيه وفي جده الشيخ علي الحفيان اكثر من اقتناعهن بطبه!
ولكن هل احتاج الى رقية البرهان حفيد الشيخ الحفيان ام الى ان اوصي اهله ليرقوه لعله يخرج من هذه الحالة التي اعيت الطبيب المداويا؟!
ارجع لاقول والله ما اظنني خاطبت طوال حياتي احدا وكررت ذلك مثلما فعلت مع البرهان الذي حيرني وحير ربما معظم المحيطين به ، مما ظل يفعل منذ أن تسلم السلطة من الرئيس البشير.
اقول ذلك بين يدي الاجراءات الاستثنائية التي اتخذت في مواجهة متظاهري جمعة الغضب التي حاول الشعب ان يعبر بها عن مشاعره تجاه التشريعات المناهضة للشريعة ..حدثوني بربكم متى منذ استقلال السودان اغلقت المساجد خوفا من حراك المتظاهرين المحتحين على السلطات المختصة؟!
عرفنا اغلاق الكباري رغم مخالفة ذلك للوثيقة الدستورية التي مزقت اربا وديست بالاقدام عشرات المرات ، لكن ان تغلق المساجد خوفا وفزعا من ردة فعل الشعب على التطاول على دينه وشريعته؟!
طيب ، اذا كنتم تخشون الشارع لماذا تستفزونه وتثيرون غيظه وحنقه باعلان الحرب على دينه وشريعته ، وهل الشارع الملتهب اصلا جراء ضيق العيش والغلاء الطاحن والفشل في كل شيء ، اقول هل المواطن ناقص لكي تثيروه وتخرجوه الى الشارع دفاعا عن دينه وشريعته؟!
ارجع لموضوع السحر لاسأل البرهان لماذا تحرم الناس عن مجرد التعبير عن رايهم بالمخالفة للدستور والقوانين والمواثيق الدولية ؟! بل لماذا تغلق المساجد رغم وعيد الله تعالى :(وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ أَن یُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِی خَرَابِهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن یَدۡخُلُوهَاۤ إِلَّا خَاۤىِٕفِینَۚ لَهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا خِزۡیࣱ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمࣱ)
(هل هو خوف على الحزب الشيوعي وعلى حكومته التي (وهطتها) على رقابنا وظللت تنحاز اليها وتسارع في هواها وفي استرضائها على حساب بقية مكونات الشعب المكتوي بفشلها الذريع؟!
ثم بالله عليك هل كان البشير سيسقط لو اتخذ تلك التدابير ضد المتطاهرين ومنعهم ، ليس فقط من حصار القيادة العامة ، انما حتى من دخول الخرطوم بالاغلاق الذي مارستموه بالامس على الغاضبين الثائرين غيرة على دينهم؟!
لم اسمع – والله العظيم – في اي يوم من الايام هتافا ضدك ايها الرئيس في اي من المظاهرات التي خرجت من غير الشيوعيين واتباعهم الا في مسيرة الامس ، فلماذا تستعدي من لم يناصبوك العداء ولم يضمروا لك شرا في اي يوم من الايام ، بل كانوا على الدوام يعولون عليك ان تصحح الاوضاع التي ظلوا يحملون اعداءهم الشيوعيين المسؤولية عن معظمها؟!
لا اقول ذلك اقتناعا بما قمت ولا تزال تقوم به من تصرفات وافعال صادمة وظالمة فانت المسؤول الاول عن انحيازك لفصيل هزيل ومنبوذ من مكونات الشعب بالرغم من ان الكياسة والحكمة تقتضي ان تكون على مسافة واحدة من الجميع ، سيما بعد ان رايت فشل من ظللت تتودد اليهم وتنحاز اليهم في ادارة البلاد بل عداءهم لك وللقوات المسلحة من خلال تصريحاتهم وهتافات اتباعهم وصبيانهم في الشارع .
لكن رغم ذلك ظل الاسلاميون خاصة وكل فئات الشعب من غير قوى اليسار ذات الاجندة المستهدفة والمبغضة للقوات المسلحة ، ظل هؤلاء صابرين رغم غضبهم من ظلمك لهم ، في انتظار ان تثوب الى رشدك وتخرج من حالة (السحر) التي ربما كانت السبب في حالة التماهي مع من يبغضونك!
تذكرت في هذه اللحظة وانا (ممحن) من الحالة التي تتلبس البرهان ابيات شاعر الغزل جميل بثينة التي تكاد تجعل من البرهان شبيها بجميل تتيما وتعلقا بالحزب شيوعي ، فقد قال جميل إنه يرضى من بثينة كل ما تفعله به من صد وهجران :
وبلا وبلا استطيع وبالمنى
وبالامل المرجي قد خاب امله وبالنظرة العجلى وبالحول
ينقضي اواخره لا نلتقي واوائله
لكن ، بعيدا عن السحر والعشق هل تراه خوفا من الشارع الذي امسك الشيوعي بتلابيبه من خلال تجمع المهنيين؟
اذا كان الامر كذلك فلماذا لا يتيح البرهان للاسلاميين ولكل مكونات الشعب السوداني الاخرى ان تخرج ليرى ايها اكثر شعبية : الحزب الشيوعي واليسار ام الاخرين بمن فيهم الاسلاميون الذين يعلم البرهان انهم اكثر وعيا وعلما ومسؤولية؟!
اقول للبرهان إن ما اقدم عليه من الغاء احكام وثوابت الشريعة الاسلامية ، ناهيك عن كل الظلم الذي حاق بالمعتقلين سياسيا بلا جريرة ، ثم الظلم والتمييز بين الناس افرادا وكيانات سياسية ستساءل عنه في الدنيا والآخرة طال الزمن ام قصر فقد والله رأيت في حياتي الكثير من تجليات الآية القرآنية :(لا يحيق المكر السيء إلا بأهله) فهلا اتعظ بغيره ، وهلا تذكر بيت المتنبي :
ومن يجعل الضرغام بازا لصيده تصيده الضرغام فيما تصيدا؟!

The post أي سحر باتع يجعل البرهان يحمي اعداءه الشيوعيين من غضب الشعب؟!.. بقلم الطيب مصطفى appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى