غير مصنف 2

وإذا كانت النفوس كباراً.. بقلم لينا يعقوب

السودان اليوم:
وأنت تُقبل على مستشفى أم درمان، تستقبلك روائح الصرف الصحي من كل جانب، القاذورات والأوساخ على يمينك ويسارك، المرضى يصرون على التوافد والمكان بائس.
نقصٌ في الكوادر، شُحٌ في ملابس الوقاية وأدوات الحماية، انعدامٌ في الأجهزة، مشاكل في الماء والكهرباء واعتداءٌ على الأطباء.
سيتبادر إلى الأذهان، كم من الوقت يحتاج إصلاح هذا المكان؟
وسط ركام الإحباط، هناك من قرر بِدء العمل، لكن على طريقته الخاصة..!
وبدء العمل في تلك البيئة، ليس سهلاً، فهناك شعور “طبيعي” يراود من يتولى المسؤولية، أنها مثل سفينة مثقوبة، لا تقوى على الإبحار وتخشى الغرق..!
تناسى مدير مستشفى أم درمان محمد الحاج حمد، وجود جهة “رسمية” يمكن أن تقدم له يد العون بعد فقدانه الأمل.
لم يترك الطبيب، وزملاؤه الأطباء، جهةً إلا وطرقوها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
حينما مات مريض في المستشفى بسبب انعدام الأكسجين، قرر الرجل ومدير الصحة السابق “شحت” أجهزة تنفس من المستشفيات المجاورة ومن زملائهم “المدراء”..!
لم يتردد والي الخرطوم السابق حينما زار المستشفى أن يبعث له في اليوم التالي مباشرة “عربتي صرف صحي”..!
شهور طويلة والرجل يوثق في صفحته الشخصية لكل من ساهم في تقديم يد العون، وما أكثرهم..
في العادة، المبادرات هي الاستثناءات في تسيير العمل، والتي تُظهر تكافل المجتمع وقوته في مواجهة الأزمات.
لكن من الصعب أن تُصبح المبادرات هي المنهج المتبع.
عشرات أو مئات المستشفيات التي تحتاج إلى دعمٍ حكومي أو خاص، لكن العطاء انساب من عدة جهات وانصب على مستشفى أم درمان..
مجموعة “موفز النسائية” تبرعت بأجهزة وأسرة وعملت على تجهيز وحدة العناية المركزة بستين ألف دولار.
مجموعة تطوير مستشفى أم درمان، تعمل على تطوير الطوارئ.
شركات عديدة مثل كوفتي، شنقهاي للأدوية، الحكمة، وأيضاً مصدري الذهب، أطباء بلا حدود، تحالف منصات دحر كورونا، وكذلك مجموعة الأطباء في الخارج، “مبادرة أطباء إنجلترا”، ومن الداخل “لجان مقاومة أم درمان”.
حتى شرطة المرور عرضت على إدارة المستشفى توصيل الكوادر الصحية.
كثير من المبادرات جاءت من شخصيات اجتماعية، عاصم البنا، شيخ الأمين، وغيرهما..
كل هؤلاء كانوا في الموعد.
وأمس، وجدت من ينقل دعم استشاري الأوعية الدموية عبد العزيز عبد المنعم، بـ2 مليون جنيه للمستشفى.
مع ذلك لا يغرنكم الدعم، فالمستشفى مازال دون الطموح، لكن هناك من قرر البدء في المشوار الطويل.

The post وإذا كانت النفوس كباراً.. بقلم لينا يعقوب appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى