ما إن أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عن إجراء تعديلٍ وزاري في الحكومة الانتقالية وقبول استقالة عدد من 6 من الوزراء منهم وزير المالية إبراهيم البدوي، حتى تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عن فرضية تولي كبير مستشاري رئيس الوزراء الشيخ خضر لمنصب وزير المالية.
هذه التكهنات وإن بدت بعيدة المدى منفصلة عن الواقع لدى البعض، إلا أنها أثارت بعض التساؤلات حول مستشاري رئيس الوزراء، مهاهم والملفات، والصلاحيات، وهي أسئلةً لم تبارح الفضاء العام ولم تهدأ وتيرتها مُنذ بروز أسماء مستشاري رئيس الوزراء.
مستشارو حمدوك
وبرزت العديد من الأسماء في مكتب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، بعضها تبدو مهامهُ واضحةً للعيان وأخرى يلفها الغموض، ودون معرفةً لطبيعة الملفات إلى جانب ذلك بدأت أصابع الاتهام توجهُ نحو مستشارين وتغولهم على صلاحيات بعض الوزراء.
أبرز الأسماء المتداولة هو الشيخ خضر كبير مستشاري رئيس الوزراء وعلى قدر الضوء المسلط عليه من بعض الناشطين، لكن هالةً من الغموض تحيط بالمهام التي يضطلع بها.
المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء فائز السليك يذهب في حديثه لـ(السوداني) الى أن الشيخ خضر هو كبير مستشاري رئيس الوزراء وهو المسؤول عن الأعمال الإدارية والإجرائية.
ويوضح السليك لإزالة اللبس حول ما هو متداول عمن يشغلون منصب مستشاري رئيس الوزراء، بان هناك خلطا فيما يتعلق بمسألة الاستشارة، وإطلاق صفة مستشار، مشيرًا إلى وجود خلط في الإعلام، محددا في حديثه مهام العديد من الاسماء كالبراق النذير ويشغل منصب سكرتير صحفي، داليا الروبي مسؤولة وحدة الاعلام والاتصال، نتاليا يعقوب منسقة ، أمجد فريد يشغل منصب مساعد كبير مستشاري رئيس الوزراء، الشيخ خضر.
من هم؟
ولرئيس الوزراء حمدوك مستشارون في بعض الملفات منها بحسب المستشار الإعلامي فائز السليك، مستشار اقتصادي، مستشار للسلام، ومستشار أمني.
ويشغل آدم حريكة منصب المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء السوداني ، فيما يشغل الأستاذ الجامعي جمعة كندة منصب مستشار رئيس الوزراء للسلام.
أما المُعلَّم والمترجم علي بخيت الشريف يشغل منصب مدير المكتب التنفيذي لمكتب رئيس الوزراء، وتمَّت تسميته عقب انتهاء تكليف عبد الله ديدان.
وينوه السليك في حديثه لـ(السوداني) إلى أن هناك خلطًا فيما يتعلق بالاستشارة واصفًا العدد “بالعادي” لجهة أن أيّ رئيس لديه مستشارين في القضايا الكبيرة وذلك على أساس ديمقراطية القرار وجمع المعلومات للرئيس أو الوزير وغيره في كل قضية، وأضاف: كلما كانت هناك جه
لجان مُتخصصة
المُحلل السياسي الحاج حمد قال في حديثه لـ(السوداني) إنهُ عادةً ما تكون هناك لجان مُتخصصة في الأمانة العامة وعندما تكون هناك قضية مُحددة للقطاع الاجتماعي تُرسل لمجموعة خبراء ، وتقدم الملاحظات عبر الأمانة بعدها لاجتماعات مجلس الوزراء.
وأضاف: في النظام البرلماني هناك لجان مُتخصصة ، ومنصب المستشار هو وظيفة عامة يجب أن تُعلن أما السكرتارية الخاصة برئيس الوزراء فلا حاجة لإعلانها.
وأوضح: وجود مستشارين في بعض الملفات تقليد ثابت الفرق إما أنهم تابعون له أو يرتبط عملهم بقضية عامة وفي هذه الحالة هناك لجان مرجعية.
ملفات ومهام
وحول مهام المستشارين يقول السليك: السلام قضية مهمة جدًا ولا بد من وجود شخص لهُ خبرة في ملفات السلام لمساعدة رئيس الوزراء في اتخاذ القرارات والخطوات والاجراءات المتعلقة بصناعة السلام.
ومع وجود مفوضية للسلام يؤكد السليك أن المفوضية مستقلة ولا علاقة لها بمجلس الوزراء، لديها صلاحياتها مثلها مثل مفوضية الانتخابات، العدالة الانتقالية كما أن قوانينها تختلف عن عمل المستشارين.
وحول وجود مستشار اقتصادي يرى السليك أن هناك أزمة اقتصادية طاحنة في السودان وبالتالي هناك حاجة لمسشتار اقتصادي، لافتًا إلى أن مهمتهُ تنحصر في تحضير الموجهات العامة، بعض التفاصيل التي قد لا تكون مُتاحة ، إذ يجب على المستشار الاقتصادي معرفة كل ما يتعلق بهذا الملف.
وحول الإعلام يوضح السليك: في الإعلام هناك خلط إذ يوجد مستشار واحد وليس 3 مستشارين، منوهًا إلى أن عمل المستشارين يتعلق بالسياسات أكثر من العمل التنفيذي، نافيًا في ذات الوقت جود مستشار سياسي.
تضارب وتغول
ومع وجود وزارات مُتخصصة كوزارة المالية، الإعلام، ومفوضية للسلام يرى البعض أن هناك تضاربا وتغولا من مستشاري رئيس الوزراء حول مهام واختصاصات الوزراء.
ويمضي السليك في حديثه مؤكدًا عدم وجود تضارب أو تغول على أيّ ملف إذ يعمل كل وزير في ملفاته، مشيرًا إلى وجود تنسيق مع كل الوزرات، كتنسيق كامل مع وزارة الإعلام، وزارة المالية، لافتًا إلى وجود تعاون كبير جدًا مع وزير ووكيل وزارة الإعلام فيما يتعلق بعمله كمستشار إعلامي.
وأضاف: عملنا في الأساس داخل مكتب رئيس الوزراء وليس خارجهُ من صلاحيات وتحركات.
أما تعيين المستشارين فيتم بحسب السليك من قِبل رئيس الوزراء وحتى إذا كانت هناك ترشيحات فالقرار النهائي لرئيس الوزراء.
الوثيقة الدستورية
القيادي بقوى الحُرية والتغيير عضو المجلس المركزي الصادق آدم قال في حديثه لـ(السوداني): وفقًا للهيكل الحكومي للوثيقة الدستورية لا يوجد منصب مستشار لرئيس الوزراء، فرئيس الوزراء هو قائد الجهاز التنفيذي بوزرائه وينفذ سياسات الحكومة عبر الوزارات المختلفة.
وأوضح: أما الأشخاص الموجودون الآن في مكتب رئيس الوزراء فهم موظفو دولة يعملون على تنظيم أعمال مكتب رئيس الوزراء ولا يحملون صفات دستورية بل صفات ذات طبيعية إدارية وإعلامية، أرشيفية وتنسيقية وتنظيمية.
إيمان كمال الدين
صحيفة السوداني