السودان اليوم:
يبدو أن المشهد التجاري سوف يتغير في أسواق الخرطوم وبعض المحلات التي تطل علي الشوارع الرئيسية الكبيرة.. وسوف نري لافتات مضيئة كبيرة فوق بوابات هذه المحلات، ربما تكون صناعتها أو إنتاجها عبر جهات تريد لنفسها الدعاية! .. سوف نري لافتات مثل( ابو عكاز الوكيل الحصري للجن الحبشي…) و(ابو جلمبو للكونياك الراقي..) و(الراقي للفودكا الروسية) … ونري كتابات جانبية…في متون هذه الخلفيات مثل.. (جغمة) واحدة لاتكفي… وانتعش و(فرفش للدنيا وكشكش) … وتتطور (الشغلة).. حتي تصل مرحلة( يابعيد خليك قريب) ويا( بعيد قرب تعال.. وخلي السوال) علي اصوات السمعات العالية..
قريبا سوف نري هذا السلوك في أسواقنا للأسف الشديد… وتجارتنا.. في بلد الغالبية العظمي فيه مسلمين محافظين… وغير المسلمين نسبة ضئيلة جدا بعد انفصال الجنوب… نري هذا السلوك في شعب أغلبه يشمئز ويستحي ويتأثر ويتأسف عندما ينظر إلى محل لبيع العماري ويضحك عندما يري العبارات المكتوبة علي جدار بترينات التمباك.. (كان مافاطر ماتخاطر) و(التمباك) ضار بالصحة.. فماذا يكون هذا الشعب المسلم عندما يري هذا السخف الذي سوف تعج وتضج به أسواق الخرطوم؟
انا أستغرب في طريقة الحكم في هذا العهد الإنتقالي الذي ظن الشعب فيه الخير… أستغرب كثيرا لأننا نراهم يهتمون بالمسائل الإنصرافية دون الأشياء الجوهرية.. الاولوية هل هي لاصدار قوانين رادعة تساعد في معالجة الانهيار الاقتصادي الذي بلغت نسبة التضخم فيه نسبة عالية جدا… ام وضع قوانين لتقنين المعاملة بالخمر فماالذي يجنيه المواطن من هذه القوانين؟ في تسهيل معاشه وحصوله علي مواصلات سهلة بسعر مناسب لكي يذهب الي عمله وياتي الي منزله راضيا بماقسم الله له من رزق.. هل هم هذه الدولة الكبير ؟ أصبح هو الخمر؟ هل هم هذه الدولة الكبير هو الردة؟ هل مثلث الجوع والفقر والمرض ولي؟
تقنين المعاملة في الخمر سوف يقود لإنفلات أمني خطير وجرائم سوف تحدث وغدا سنقرأ في اخبار الحوادث.. بسبب السكر… فلان قتل اباه … وبسبب السكر نسمع أن فلانا سرق… هذا زنا وهذا انتحر وهذا هجر أولاده وذهب … فماالداعي لذلك؟ .. المشهد القادم فيه إحباط في كل المناحي السياسية والاقتصادية والأخلاقية .. إن إستمر الحال هكذا… لم يتبق لنا غير العزلة… ونصبح كاهل الكهف نأوى الي كهوفنا عسي ان ينشر الله لنا من رحمته ويهيئ لنا من أمرنا رشدا.. ولا نعرف متي نمكث في هذا الكهف هل هي سنتين وتزداد عدد أيام.. أم نمكث فيه فترة قصيرة .. ونخرج فرحين ونذهب الي المدينة ولا نتلطف.. ولم تنتهي ورقنا هذه … فهل يحدث؟ … إذن إنا لمنتظرون..
The post جغمة واحدة لا تكفي!.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.