غير مصنف 2

الحكومة تنفذ سياسات المخلوع وتمضى على أثره .. حرب اليمن نموذجا

خاص السودان اليوم:
أسئلة تظل تتجدد، ولن تنتهى وينساها الناس أو يملوا طرحها في كل فترة, وهى : الى متى يظل الجيش السودانى متورطا في المستنقع اليمني غارقا في الوحل ؟ ومتى تفي القيادة بوعدها الذى قطعته على نفسها بان يتم سحب الجيش من هذا البلد ؟ وأليس استمرار مشاركة الجيش فى الحرب باليمن يخالف صريح مطالبات الثوار ومضيا على سياسات النظام البائد ؟ وما الفرق بين هذه الحكومة التى لم تسحب الجيش وتلك البائدة التى ارسلته ابتداء؟
حكامنا اليوم يعرفون جبدا ان عودة جنودنا من اليمن كان من المطالب التي سجلها الثوار على أرض الاعتصام بالقيادة والشوارع التي انتظمتها ثورة ديسمبر، وقد راى العالم شعارات ترفع فى ساحة الاعتصام وتطالب بوضوح ان نخرج من المحاور ونكون فى موقع يجعلنا مقبولين عند الجميع ويمكن ان نلعب دور الوسيط ونقود جهود المصالحة بين الفرقاء لا ان نكون طرفا فى هذه الحرب او غيرها من الحروب
جدير بالذكر ان طلب الخروج من اليمن ليس وقفا على الثوار الذين اعتصموا فى القيادة العامة وانما كانت هناك اصوات تطالب وبقوة فى زمن الطاغية وحكمه البائد بانسحابنا من اليمن , وهناك من ذهب اكثر من ذلك وفتح بلاغا ضد البشير لمخالفته الدستور وارساله الجيش للحرب خارج البلد ولكن ما كان لامر هكذا ان يتم وتنظر المحكمة فى الدعوى فى عهد الطاغية , وايضا علت اصوات تطالب بذلك فى زمن البشير , ولنضع كل ذلك جانبا لكن ماذا نقول عن مطالبات الثوار بذلك وهى مطالبات يلزم على حكومة الثورة النظر اليها بعين الاعتبار , وحتى اذا افترضنا ان الثوار لم يطلبوا ذلك فكيف لحكومة الثورة ان تظل مطبقة لقرارات النظام البائد سائرة على دربه وماضية فى سياساته ؟
كثيرون اكدوا وما زالوا يؤكدون ان بناء الدولة المستقلة يلزم ان يكون بعيدا عن التكتلات الاقليمية والدولية وقد استبشر الناس خيرا بانتصار الثورة وان ذلك سوف يحقق هذا المطلب لكن الحكومة مضت فى طريق العهد البائد كما ذكرنا ولم تستجب لنداءات التغيير التى تعالت تنادى بالانسحاب الفورى من اليمن , وقبل فترة اجرت صحيفة الجريدة عبر صفحتها فى الفيسبوك استطلاعا حول تأييد الخروج الفوري للقوات السودانية من اليمن.. حيث قال 94 بالمائة من المُستطلعين بضرورة الخروج، بينما ذهب 6 فى المائة لبقاء القوات في اليمن وهذا بحد ذاته تيرمومترا يقيس رأى الشارع وكان على الحكومة ان تستجيب له لكنها لم تفعل.
وكانت قيادات فى المجلس العسكرى قد صرحت ان قواتنا باقية فى اليمن وان السودان على التزاماته السابقة وأكدوا على أن قواتنا تسعى لحفظ أمن المملكة الذي قالوا إنه من أمن السودان، وهو ذاته الحديث الذي ساقه البشير قبيل سقوطه، الأمر الذي واجه رفضاً كبيراً من نشطاء سودانيين بمواقع التواصل الاجتماعي، وفعَّلوا حملة لجلاء القوات السودانية من اليمن تحت هاشتاق: #اليمنليستحربنا.
وايضا لم تستجب الحكومة لهذا النداء مما دفع البعض للقول ان استمرار القوات السودانية في اليمن يثير الشكوك حول أن قيادات الجيش، تمثل امتداداً لحكم الرئيس المخلوع عمر البشير، واستدلوا بعدم إلغاء كل الاتفاقيات السياسية والتجارية والاستثمارية التي وقعها النظام، وتأكيده على التزامه بها، وعلى رأسها بقاء القوات السودانية في اليمن، واستنكروا اشتراط السعودية لتقديم الدعم المادي وإنشاء الاستثمارات مقابل مد الحرب السعودية الإماراتية بالجنود السودانيين، وشجبوا أن يكون الدعم السعودي الإماراتي، لضمان استمرار مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، فضلا عن احتواء المجلس العسكري وجره إلى محور الامارات والسعودية،

The post الحكومة تنفذ سياسات المخلوع وتمضى على أثره .. حرب اليمن نموذجا appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى