السودان اليوم:
إثيوبيا وماتشهده الآن من أحداث تطورت بصورة دراماتيكية سريعة .. ووصلت مرحلة الفوضى والقتل أكثر من ثمانين قتيلا حتى الآن… والسبب هو إغتيال المغني الإثيوبي..( هاشالو هونديسا) .. وهو فنان يتمتع بشعبية واسعة عند الاثيوبين وهو بمثابة (حوت الأحباش )… ظلت أغانيه الثورية تسمعها في كل مكان… حتى في مدينة القلابات السودانية صوته عالي في الكافتيريات هناك… الفنان هاشالو اغتيل بعد إعتراض سيارته وإطلاق وابل من الرصاص على راسه فخر صريعا في الحال.. يحسب هذا المغني من المعارضين لنظام أبي أحمد.. كان آخر انتقاد له لنظام الحكم هناك… اللقاء الذي قدمته شبكة إعلامية معارضة تتخذ من ولاية منسيوتا مقرا لها بعد التضيق عليها من قبل السلطات في أديس ، وهذه تتبع للناشط الإعلامي المعارض محمد جوهر..
بإغتيال المغني هاشالو ملهم الجماهير الإثيوبية كما قال أبي أحمد في حديثه عندما نعي هاشالو… (جاطت) الدنيا الحبشية … و(درسا) بتشديد الراء وفتحها… وتعني بلغة الأحباش (كتمت)! وظلت هكذا( كاتمة) إلى الآن .. بالأمس القريب ليلا مدينة المتمة الحبشية شهدت أعمال عنف كبيرة وفوضى وحرق لساتك والمتمة الحبشية هي مدينة حدودية الفاصل بينها وبيننا (خور) عليه كبرى يقطع بالارجل..
اليوم الخميس هو تشيع الفنان هاشالو إلى قبره.. وأعتقد أن مزيد من العنف سوف يحدث.. ابي أحمد الان اصبح في( فتيل)..برغم انه أول رئيس لأثيوبيا من أثنية الاورومو… وهي أكبر القبائل في اثيوبيا ظلت طوال حقب كثيرة سابقة مهمشة والده مسلم وأمه مسيحية وهو متزوج من مسيحية.. ابي أحمد للذي لايعرفه أجرى إصلاحات كثيرة في حكم بلاده… أنهى حربا كانت ضروسا مع إريتريا.. اخرج معتقلين سياسيين كثيرين كانوا يقبعون في السجون الإثيوبية ردحا من الزمان.. على يده بدأ العمل بجدية في سد النهضة هذا السد المثير للجدل…
إثيوبيا هي بلاد ذات موقع استراتيجي وهي محط أنظار العالم لماتتميز به من طبيعة خلابة ساحرة تجذب السياح ومطمع كبير لبعض الدول التي تريد تحقيق مصالح دولية عبر هذه الدولة..
مايحدث في اثيوبيا الان بالتاكيد هنالك مخالب خارجية كبرى تحرك هذه الفوضى واستخبارات خارجية يبدو انها تعمل بصورة دقيقة وخفية هناك ولها مصلحة ألا يهدأ هذا البلد سياسيا ولا أمنيا … حتما مايحدث في اثيوبيا سوف يؤثر علي السودان.. لأن هذه الدولة تربطنا بها علاقات تجارية قوية… ومصاهرة على المناطق الحدودية.. فإن حدث اقتتال سوف نشهد لجوءا إلى داخل بلادنا وهذه مشكلة كبيرة تضاف لمشاكل هذه البلاد..
إذن يجب على القيادات الإثيوبية التعقل ومنع سيل الفوضى من الجريان إلى منحدر سحيق… فهل يخرج ابي أحمد من هذا الفتيل الذي وضع فيه؟ أم يقفل عليه ويأتي آخر؟ هذا سوف تفصح عنه الأيام القادمات فلك الله يااثيوبيا… يااخت بلادي..
The post فوضى البن وثورة الزقني الحبشي.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.