غير مصنف --

محمد لطيف يكتب: مؤتمر برلين .. حكمة مشروعية الرعب !(2)

ظللت انتقد الحكومة الانتقالية .. سواء على مستوى الأداء الكلي من حيث السياسات .. أو أداء الوزراء من حيث البرامج والإجراءات .. وظني أنه ما تزال الكثير من الإخفاقات تحاصر الأداء الحكومى .. تفرضها ظروف موضوعية وأخرى ذاتية .. وظللنا وسنظل نوجه سهام النقد ابتغاء الإصلاح .. باعتباره مطلب المواطن الأساسي .. وباعتباره كذلك دور الصحافة الأساسي .. ولكن في كل هذا .. وفي ذات الفترة .. وحتى يوم الناس هذا ظللت أرصد واسجل ملاحظة مهمة .. وهي أنه كلما ارتفعت وتيرة الهجوم على حمدوك وحكومته .. وكلما زاد الضجيج والصراخ .. وأحيانا الشتائم على الرجل وعلى معاونيه .. ازدادت قناعتي أن الحكومة اﻻنتقالية تمضي في اﻻتجاه الصحيح .. ولعل المراقب لا يجد كبير عناء في ملاحظة أن ثمة علاقة طردية بين إنجازات الحكومة وبين الهجوم عليها والصراخ من حولها وذلك النقد الهدام الذى يستهدف تلك الإنجازات .. فإذا كانت قصة مبادرة رئيس الوزراء بالطلب الى الأمم المتحدة تخصيص بعثة سياسية لدعم حكومته لإنجاز مهام الإنتقال .. قد مثلت حالة من السعار المستعر حتى اليوم .. كنموذج لذلك الهلع المصحوب بالجزع من أية خطوة صحيحة تخطوها الحكومة .. فإن مؤتمر برلين لأصدقاء السودان .. قد جاء ليمثل نموذجا ثانيا لنجاحات حكومة حمدوك المفزعة لخصوم الثورة .. ولا نقول خصوم الحكومة .. فالثورة الشعبية التى اقتلعت نظام الإسلاميين وحكومة الثورة التي أعقبت ذلك النظام .. هما وجهان لعملة واحدة ..!

إذن .. إن الهجوم الذي يتعرض له مؤتمر برلين ومحاولات النيل منه والتشكيك في نتائجه .. لا يمكن أن ينفصل عن الهلع الذي أصاب الموتورين من أي انفتاح يمكن أن يحققه السودان نحو المجتمع الدولي .. والذى بدأ مع دعوة حمدوك للأمم المتحدة لإرسال بعثة سياسية الى السودان .. وها هو يستمر الآن مع انعقاد مؤتمر برلين لشركاء السودان .. هذا المؤتمر الذي لم يكن هدفه الأساسي استقطاب دعومات مالية عالية بقدر ما كان هدفه تقديم السودان بوجهه الجديد للمجتمع الدولي .. ورغم ذلك حقق التزامات مالية قاربت عمليا الثلاثة مليارات دولار .. هذا المؤتمر الذي لم يكن هدفه المعلن إسقاط ديون السودان .. ولا حتى البحث فى إعادة جدولتها .. ورغم ذلك شرعت بعض الدول بالفعل فى إعفاء ديونها على السودان .. وهنا ليس مهما الكم.. ولكن الأهم إقرار المبدأ ومن قبل المؤسسات المالية والنقدية التي تتحكم في كل شيء .. مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .. فإن لم يكن هذا نجاحا .. فكيف يكون النجاح ..؟ و ننقل هنا إفادات مهمة منسوبة لخبير في مجاله وهو السفير رحمة الله محمد عثمان الذي يقول .. ( ملاحظة اخرى أن جميع الالتزامات هي للعام الحالي الذي تبقى منه نصفه واغلبها موجه لدعم برامج الاسر الفقيرة والعون الانساني والاصلاح الاقتصادي وكلها حيوية وتحتاج لهذه الموارد ..) .. ويضيف السفير ملاحظة اخرى حول .. ( التزام البنك والصندوق الدوليين بفتح قنوات تتيح للسودان الاستفادة من مواردهما التي لا يحق له الاستفادة منها بسبب الديون وهي خطوة متقدمة جداً في تقديري وتفتح الباب لمؤسسات مالية دولية او اقليمية لتحذو حذوهما بل يعد قرارهما بمثابة الضوء الاخضر ..) .. هل علمتم لما ازداد التوتر والهياج والصراخ على المؤتمر ..؟ أو بالأحرى على حمدوك وحكومته ..؟

أما الذين ينتظرون تفسيرنا للموقف العربي .. فموعدنا غدا ليأتيكم الرد على لسان الأمين العام للأمم المتحدة .. فانتظرونا ..!

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى