غير مصنف --

امريكا لاتناصر حقا او ترقض باطلا.. بقلم محمد عبد الله

السودان اليوم:
مع تزايد الازمة السياسية فى الولايات المتحدة الامريكية وانشغال الادارة بالتصدى للمشكلة الداخلية التى اثارها مقتل جورج فلويد بدم بارد على يد أفراد الشرطة العنصريين ، ومعاناة الادارة الامريكية مع تداعيات هذه القضية التى لم تنته بعد ومازالت تتفاعل ، وكذلك مع انشغال الأطراف الأمريكية جميعا بالانتخابات الرئاسية التى اقترب اوانها ويسعى كل طرف لاستغلال أخطاء الاخر لجعله يخسر فى هذه الانتخابات ، فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها الادارة الامريكية فانها تعيش القلق باعتبارها الاكثر عرضة لاحتمال الخسارة بفعل التصرفات الهوجاء والغير منطقية ولا اخلاقية للرئيس ترامب اذ ان جميع من يعملون معه وكذلك منسوبو حزبه جميعهم محرجون من تصرفاته التى ربما افقدت الحزب الجمهورى منصب الرئاسة.
ومع التوتر الذى يعيشه الرئيس ترامب من صدور كتاب مستشاره السابق للامن القومى
جون بولتون والضجيج الذى اثاره ليصرف انظار الناس عن الفضائح الواردة بالكتاب ، مع كل هذه الظروف يجد وزير الخارجية الامريكى بومييو نفسه مضطرا للقول ان مسألة ضم الضفة الغربية لاسرائيل شأن يخص الحكومة الاسرائيلية وهى التى تقرر فيه وفقا لرؤيتها حول الموضوع وظروفه وتداعياته والاثار المترتبة على ذلك فى الواقع ، وهذا الكلام يعتبر تراجعا من الادارة الأمريكية المثقلة بالمشاكل والتى تحيط بها الازمات من كل جانب ، وهى بهذا الكلام انما تعبر عن حجم المشاكل التى تعيشها والازمات التى تمر بها وليس الأمر تنازلا فرضه الحق فالادارة الامريكية ليست ممن يراعون الحق ولاتعبر فى مواقفها عن الحق ومناصرته بل هى أجلى مصاديق الظلم والاستبداد البين والاستكبار الواضح ، ولايختلف إثنان على ان واشنطون التى تقتل شعبها بدواع عنصرية وتظلم الاخرين وتساند الكيان الصهيونى الغاصب ، لايختلف إثنان على انها انما تراجعت عن نيتها الاعلان عن ضم الضفة الغربية لاسرائيل كما اعلنت من قبل عن ضم الجولان والقدس رعاية لانشغالها بقضاياها الداخلية ، ولا يظنن احد ان واشنطون غيرت طريقتها فى الاعلان عن موقفها نتيجة اقتناعها وتراجعها عن الباطل وبخوعها للحق فليست واشنطون من تلتزم بالحق أو تتخلى عن الباطل وانما تحركها المصالح وتحكمها الظروف ونراها الان تتخذ هذا الموقف الذى يعده الاسرائيلى تراجعا عن دعم اكبر كان يتوقعه ، وهذه هى امريكا التى ما زال البعض يراهن على نصرها له جهلا أو على الاقل يمكننا القول انه سوء التقدير والقراءة الخاطئة.

The post امريكا لاتناصر حقا او ترقض باطلا.. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى