غير مصنف --

كسفت الشمس بالأمس لأنها رأت دما..!.. بقلم ياسر الفادني

السودان اليوم:
عندما تفشل الحكومات ويخرج عليها الشعب غضبا و يجوب الشوارع هتافا … يتلذذ جبابرة السلطة بتكميم الأفواه… وإن لم يجد التكميم فتيلا …يفعل المأجورون منهم أعمال تخزيل وبطش … وإن لم يكبح جماح غضب الشارع يقابل الذين يهتفون بوابل من الرصاص الحي قتل هنا وإصابات هناك….. الهدف من هذه الأشياء ظاهرا كما يحلو لهم …. هو حسم الفوضى…. وباطنا الخوف والإرتجاف من سلطان سوف يزول إن ارتفعت وتيرة الاحتجاجات.. حدث ذلك في عهد البشير …. وفي عهد حسني مبارك في مصر….. كذلك القذافي في ليبيا… فالمحصلة إما تقوم ثورة شعبية تقتلع الذين فتكوا بالثوار… أو إرتكاب مذابح جماعية وفرض هيبة السلطان بالقوة لاستمرار حكم بالإجبار كما يحدث الآن في سوريا وكثير من الدول العربية….
مقتل محمد عبد الله الصابونابي بالرصاص الحي بالأمس وسقوطه مضرجا بالدم في احتجاجات وأثناء تصويره للفيديو يعيد ذات التاريخ الأسود القديم… ويطبع لنا رواية جديدة حبرها من دماء قان… امتدادا لسلسة روايات ( الموت سمبلة)… طبعت بنفس المشهد لكن المؤلف يختلف…..مقتل الصابونابي وهو في ريعان شبابه يعيد لنا نفس المشهد للذين ذهبوا ضحية فض الإعتصام وماتوا بدم بارد… لا حاكم عادل ياخذ حقهم… ولا ذو القرنين أتى…! ليقول.. أما من ظلم.. فسوف نحاكمه … ومن بعد ندعه لعالم الغيب والشهادة ليعذبه عذابا شديدا يوم الحساب ، مقتل الصابونابي قتل نفس زكية بغير حق…. ومن قتلوه فقد جاءوا حتما بشيئ نكرا… مقتل إبن سنار في الكدرو… صفحة سوداء لاينساها التاريخ في حكومة الحرية والعدل والمساواة… الدماء التي تضرج بها وهو صريع… جعل الشمس بالأمس تتواري كسوفا في يوم عبوس وقمطرير
يبدوا أن المشهد القادم سوف يكون بنفس الشاكلة…. فكل جائع يخرج لكي يطالب بلقمة كريمة تقيه من الجوع وتحميه ذلة سؤال الناس سوف يقابل بوابل من الرصاص الحي .. كل شخص يخرج ولايجد المشافي ولا الدواء وعندما يطالب بذلك يبقى أعلاه أسفله ويدفن شهيدا…. كل من يخرج يطلب رفع الظلم عنه ولا يجد من يرفعه قبل أن يكمل هتافه السلمي يلقى حتفه…إذا كسفت الشمس بالأمس عندما رأت دم الصابونابي… فماذا يحدث يوم 30 يونيو؟؟… سوف تشقق السماء من الغضب العارم… وتنكدر النجوم إيذانا بيوم أسود قادم… وتتمدد الأرض لتمتلي بالثائرين…. حينها تكون قيامة هذه الحكومة قامت… كما قامت التي من قبلها…. ويبدلنا الله بخير منها…. و إنا لمنتظرون.

The post كسفت الشمس بالأمس لأنها رأت دما..!.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى