غير مصنف --

بختك يا التش.. بقلم كمال الهِدي

السودان اليوم:
· جعل بعضنا من التش ماردونا زمانه.

· ومن حق الفتي أن (يخلف رجل على رجل) هذه الأيام مستمعاً بالزخم والضجيج الإعلامي الذي يحوم حوله.

· فالمرشح المحتمل لمنصب رئيس الهلال (الذي لا نستطيع الجزم حتى اللحظة بما إذا كان سيشغر حقيقة أم لا) يرى أن ماردونا زمانه هو ورقته الرابحة الوحيدة للفوز بالمنصب.

· ما يحزن ويثير القلق أننا لا نتعلم من أخطائنا ولدينا الرغبة الدائمة في استنساخ هذه الأخطاء بالكربون.

· وما يخجل حقيقة أن نظل أسرى لعاطفة مفرطة أضاعت علينا الكثير في كافة المجالات، لا الكرة وحدها.

· أول ما يجب أن يعلمه بعض من يشغلون أنفسهم بكرت الكوارتي (المحروق) هو أن التش ليس فريد عصره.

· صحيح أنه لاعب موهوب ومراوغ من الطراز الفريد.

· لكنه ليس بتلك الدرجة من الفائدة للفريق.

· وقد كتبت قبل أشهر طويلة من الآن متسائلاً عما قدمه التش لفريقه المريخ، حتى يحظى بما ظلت تسطره بعض الأقلام المريخية آنذاك.

· لكنه حالنا الذي استعصى تغييره.

· ما أن يهلل إعلامنا للاعب أو شخصية عامة في أي من المجالات نتلقف نحن القفاز ونسارع بشراء الوهم لنسوقه فيما بيننا.

· التش لن يفيد الهلال فنياً، خاصة على المستوى الأفريقي.

· فهو لاعب ضعيف البنية بشكل مخيف.

· وبحسابات كرة القدم الحديثة لا يعتبر نجماً فوق العادة.

· وحتى إن افترضنا أنه ماردونا زمانه حقيقة، فهل هذا هو ما ينقص الهلال فعلاً؟!

· كم من لاعب موهوب دخلوا كشف النادي الأزرق ولم يحققوا شيئاً أيها السادة.

· الهلال بلغ الحضيض في زمن الكاردينال في كافة المناحي.

· وما يحتاجه النادي أكبر من مجرد لاعب موهوب بكثير.

· الهلال بحاجة لمراجعات شاملة تعيد للنادي بريقه واحترامه ومكانته قبل أن يكون في حاجة لتش أو حتى ميسي.

· أما المرشح المحتمل الكوارتي فإن لم يظهر سلبية أخرى سوى هذا الوعد يكون قد أكد بما لا يدع مجالاً للشك على عدم أهليته بالمنصب.

· فهو يخاطب عواطف البسطاء من جماهير النادي.

· وليس هناك أسوأ من ذلك.

· وما يؤكد أن الكوراتي لا يعتمد في حملته الإنتخابية على أي فهم أو أفكار أو مقترحات وخطط وإستراتيجيات جادة لتصحيح الأوضاع المائلة في النادي هو تذبذبه في المواقف.

· هب أنك وجدت نفسك في صبيحة الغد يا كوارتي رئيساً للهلال فهل تملك إجابة على السؤال: ثم ماذا بعد؟!

· بالطبع لاتملك الإجابة.

· أشك حقيقة في أنك مقتنع أصلاً بإمكانية ترجل الكاردينال وأن لديك رغبة حقيقية في أن تخلفه في المنصب.

· فقد رأيناك يوماً معه، وفي يوم ثانِ ضده قبل أن يأتي يوم ثالث تعود فيه لحظيرته وتعلن تضامنك معه ومع شلة الإنس التي أتت به رئيسا ًللهلال.

· لذلك لا أستبعد أن يكونوا قد رسموا لك دوراً محدداً لتخرج علينا بعد أيام وتقول أنك تحالفت معه.

· لكن حتى إن صدق الرجل هذه المرة ورحل حقيقة، فهل تعتقد أنك تستحق المنصب لمجرد أنك تعد الجماهير بخطف لاعب من المريخ!!

· المثير للإشمئزار هو أنك تتبع نفس الخطوات وتنتهج نفس الأساليب التي اعتمدها الكاردينال.

· فكل ما تملكه حتى اللحظة مجرد أقلام مُساندة.

· وفي رأيي أن الكاردينال كان أفضل منك حالاً عندما اعتمد على أقلام شبيهة كسلاح وحيد، لأنه ترأس الهلال في زمن الفساد والإفساد.

· أما أنت ومن يشايعونك فلا تريدون أن تواكبوا المرحلة التي يعيشها شعب السودان.

· فقد أشعل شبابنا ثورة فخيمة لإنجاز تغيير جذري في المفاهيم قبل الأوضاع المعيشية.

· فكيف يطيب لبعضكم الحديث عن عشق الهلال والدور الوطني الكبير لهذا النادي العريق، وفي ذات الوقت تجرون الأهلة للوراء جراً ولا تعينون المجتمع في التخلص من سلوكيات المفسدين والظلاميين!!

· ما الفائدة التي سيجنيها الأهلة إن استبدلوا الكاردينال بكاردينال أصغر منه في كل شيء!!

· طالعت صباح اليوم عنوان خبر يقول ” الكوارتي يستعرض خططه المستقبلية لقيادة الهلال”، فقلت لنفسي هذا خبر يستحق القراءة عسى ولعل أن يتحفنا الرجل برنامج جدير بالتأمل والإحترام.

· تحمست لقراءة الخبر رغم علمي بأن صحافتنا الرياضية كثيراً ما تنشر عناوين بلا مضامين حقيقية، وهو ما وجدته تماماً.

· يقرأ الخبر: ” عقد السيد محمد عثمان الكوارتي، رئيس تنظيم فجر الغد بحضور الفاتح نمر، الأمين العام للتنظيم والأستاذ أحمد بشير الكرار، مساعد رئيس التنظيم اجتماعاً مع اللجنة الإعلامية للتنظيم بقيادة الأستاذ صلاح خوجلي، عاطف الجمصي، معتصم محمود، محمد إبراهيم كبوش ومحمد إدريس. وأستعرض الكوارتي خلال الإجتماع الخطة الإعلامية المستقبلية للتنظيم، وأمن الكوارتي في إستهلالية على ضرورة إيجابية الخطاب الإعلامي وإرتقاءه لمكانة الهلال السامية والرفيعة ، بجانب إسهام الإعلام في رتق النسيج الإعلامي ومساهمته في تقوية العلائق وسط الأهلة. وشدد رئيس تنظيم الغد على ضرورة التكاتف والتعاضد للمحافظة على النادي عدم تأثره بالخلاف الإداري، واستمع الكوارتي لآراء ومقترحات اللجنة الإعلامية، ودخل في نقاش مستفيض مع أعضاء اللجنة وأمن على تنفيذ العديد منها.” إنتهى الخبر.

· ولأننا نتطلع لوعي يتناسب مع التضحيات التي قدمها شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، ولكيلا (يخُمنا) هؤلاء تعالوا نفند هذا الخبر جملة جملة.

· وأسألكم أولاً أعزائي القراء: هل وجدتم أي استعراض لخطط مستقبلية كما أشار عنوان الخبر؟!

· بالطبع لا.

· لاحظوا للكم الهائل من الأسماء التي تضمنها الخبر، يعني معظم مساحته إمتلأت بالأسماء والألقاب دون أن نهنأ بمحتوىً يستحق الذكر.

· تسعة من الرجال اجتمعوا ليخرجوا لنا بعنوان يخاطب عواطف الأهلة دون أن يقدموا برنامجاً جديراً بالمناقشة.

· تضمن الخبر إشارة لخطة إعلامية مستقبلية وكأن نادي الهلال عبارة عن صحيفة أو مؤسسة إعلامية، وهذا تأكيد على أن الكوارتي لم ولن يختلف عن الكاردينال في شيء من ناحية اقتناعه بأن الصحافة الرياضية وبعض أقلامها هي الطريق الوحيد لقلوب الأهلة.

· وهنا لابد أن يثأر الأهلة لأنفسهم من هؤلاء القوم الذين لا يحترمون عقولهم ولا إرادتهم ويعتبرونهم مجرد قطعان يسوقونها إلى الوجهة التي يريدون.

· وقد ” أمن الكوارتي في إستهلالية على ضرورة إيجابية الخطاب الإعلامي وإرتقاءه لمكانة الهلال السامية والرفيعة” حسب الخبر، وهذا تأكيد جديد على أنه لا يهمه سوى الإعلام، أما ما يشغل الأهلة ورغبتهم في أن تعود لناديهم سيرته الأولى فلا يشكل ولو جزءاً يسيراً من اهتمامات رئيس تنظيم فجر الغد.

· ” شدد الكوارتي على ضرورة التكاتف والتعاضد للمحافظة على النادي” علماً بأن المحافظة على نادي الهلال تكون بالإمتثال لقيمه وتقاليده وتقديم برامج جادة وهادفة تشمل مختلف المجالات، وصناعة فريق كرة قدم قوياً، وانتهاج المؤسسية وليس بإستمالة عدد من الأقلام كواجهة إعلامية لهذا التنظيم أو ذاك.

· والمضحك في عبارتي ” ضرورة التكاتف والتعاضد وإيجابية الخطاب الإعلامي وإرتقاءه لمكانة الهلال السامية ” أنها تناقض فكرة أساسية هي أن بعض أعضاء اللجنة الإعلامية المذكورين أعلاه ما زالوا يشنون حربهم الكلامية ضد الكاردينال وشلته!

· أليس هذا الكاردينال هو ذات الشخص الذي يفترض أنه سيصبح الرئيس السابق، في حال تبوأ الكوارتي المنصب، فكيف إذاً يحدثنا تنظيم الكوارتي عن التكاتف والتعاضد وحرب بعض أعضاء لجنته الإعلامية ضد الكاردينال وشلته ما زالت مستمرة!!

· مشكلتنا دائماً في تجسيد مقولة ” هو الكلام بقروش!”

· الكل يقول ما يود قوله ليروح في حال سبيله دون أن نناقشه ونساءله حول ما نطق به، أو نحمله تبعات ذلك.

· تكتب مناصراً وداعماً للبشير ولفساده وتعتبره رياضياً مطبوعاً، ويوم أن يخلعه الشعب تصبح ثورياً.. عادي جداً.

· تشيد بالكاردينال وترى فيه رئيساً إستثنائياً، وتهلل له وللمحيطين به، ويوم أن يتداول الناس خبر رحيله تتحول مائة وثمانين درجة لتقول له بكل بجاحة ودون أدنى حياء ” قشة ما تعتبر ليك” وبرضو عااادي.

· أكثر ما يؤكد أن الكوارتي (ما زول مؤسسية) هو وعده لجماهير النادي بخطف التش دون أن يترك الخبز لخبازيه وبعد أن يأتي جهاز تدريبي ليقرر فيما إذا كان يحتاج للتش أو غيره.

· بدأ الخبر وأنتهى بتركيز ملحوظ على الإعلام وحده حيث قالت خاتمة الخبر ” واستمع الكوارتي لآراء ومقترحات اللجنة الإعلامية، ودخل في نقاش مستفيض مع أعضاء اللجنة وأمن على تنفيذ العديد منها”، ولا ندري بالطبع ما هي مقترحات اللجنة الإعلامية التي دخل الكوارتي مع أعضاء اللجنة في نقاش مستفيض حولها قبل أن (يؤمن على تنفيذها)!!

· أهو كلام والسلام.

· الواقع يقول أن هذه الشاكلة من الرؤساء والمرشحين ينفذون ما يمليه عليهم الصحفيون، والأمر لم يكن بحاجة لمناقشات مستفيضة من الكوارتي.

· ولو كان قادراً على النقاش المستفيض حقيقة لذكر لنا الخبر شيئاً عن ماهية هذه المقترحات الكثيرة التي أمن ( الرئيس المحتمل) على العديد منها في نهاية الإجتماع.

· تعبنا من لهث بعض الشخصيات والأقطاب المفترضين وراء النجومية والمناصب و” كنكشتهم” فيها.

· وسئمنا تحلق بعض الأقلام برجال المال الصغار منهم والكبار وتشبثهم بهم.

· ونتوق ليوم تُحترم فيه العقول، لكن يبدو أنه أمر لا يزال بعيد المنال.

The post بختك يا التش.. بقلم كمال الهِدي appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى