غير مصنف --

غدا .. تواصل اجتماعات مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة

السودان اليوم:

أنهت مصر والسودان وإثيوبيا أمس (السبت) أربع جولات حول سد النهضة بحضور الولايات المتحدة الأمريكية ومفوضية الاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا عبر الفيديو كونفرانس، وسط تباعد واضح في الرؤى بين الأطراف الثلاثة، بعد تمسك إثيوبيا بمقترحات جديدة كان قد تم التوافق حولها في مسار واشنطن، إلا أن أديس أبابا جاءت بتصورات جديدة، وسوف يواصل الأطراف الثلاثة اجتماعاتهم غدا (الاثنين) بحضور المراقبين الدوليين.

توفيقية السودان

عقب الاجتماع الرابع أصدرت وزارة الري والموارد المائية السودانية بيانا قالت فيه إنه دارت نقاشات هذه الجلسة على أساس الوثيقة التوافقية التي أعدها وأرسلها السودان عقب الاجتماع السابق، وأضاف البيان أن النقاشات تركزت في الاجتماع على الجوانب الفنية لملء وتشغيل سد النهضة في ظروف مواسم الأمطار العادية وموسم جفاف واحد ومواسم الجفاف المتعاقبة الطويلة، وكذلك طرق التشغيل الدائم، وتابع البيان أن هذه النقاشات تهدف للتوصل لاتفاق متكامل يغطي كمية المياه التي سيتم تصريفها من بحيرة سد النهضة خلال كل السيناريوهات، وتوافقت وجهات نظر الدول الثلاث على معظم القضايا الفنية عدا بعض التفاصيل المحدودة، كما جرى نقاش مستفيض ومحتدم حول الجوانب القانونية للاتفاق الذي تعمل الدول الثلاث على التوصل إليه، وزاد البيان أن الاجتماع انتهى بتكليف السودان بإعداد مسودة وثيقة توافقية جديدة بناء على ملاحظات البلدان الثلاثة خلال الاجتماع، على أن يعود الأطراف الثلاثة للتفاوض بعد ظهر غد (الاثنين) لمناقشة المسودة وتقييم مسار التفاوض وبالتالي الخطوات اللاحقة.

تقييم المسار

أما وزارة الري والموارد المائية المصرية فأوضحت في بيانها عقب الاجتماع أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع غدا (الاثنين)، وسيتم خلاله تقييم مسار المفاوضات، وقال البيان إن المشاورات التي جرت بين الدول الثلاث عكست أن هناك العديد من القضايا الرئيسية لا تزال محل رفض من الجانب الإثيوبى، وفى مقدمتها اعتراض إثيوبيا على البنود التي تضفي الصبغة الإلزامية قانوناً على الاتفاق، أو وضع آلية قانونية لفض النزاعات التى قد تنشب بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى رفضها التام للتعاطى مع النقاط الفنية المثارة من الجانب المصرى بشأن إجراءات مواجهة الجفاف والجفاف الممتد وسنوات الشح المائى، وأكدت مصر ضرورة تضمين الاتفاق هذه العناصر باعتبارها عناصر أساسية في أي اتفاق يتعلق بقضية وجود تمس حياة أكثر من مائة وخمسين مليون نسمة هم قوام الشعبين المصري والسوداني.

التزام بالملء

كما أعلنت حكومة إثيوبيا اليوم (الأحد) أنها ستلتزم بأي إتفاق يشمل قواعد ملء سد النهضة يتم إبرامه مع مصر والسودان، وذلك قبل استئناف وزراء الري في الدول الثلاث اجتماعاتهم غدا لبحث الأزمة. وقالت وزارة الري الإثيوبية في بيان لها إن الاتفاق الذي نسعى لإبرامه سيستند فقط لإعلان المبادئ الذي تم توقيعه في مارس 2015، وذلك ردا على التصريحات المصرية التي صدرت أمس (السبت)، وأوضح البيان أن أديس أبابا ترفض الرضوخ للضغط عليها عبر معاهدات قديمة تعود لحقبة الاستعمار لم تكن طرفا فيها، وأضاف البيان أن مصر تتمسك باتفاقية وصفها بأنها غير عادلة في توزيع المياه.

تحول أم مراوغة

الملاحظ في البيان الإثيوبي أن أديس أبابا تعلن أنها ستلتزم بأي اتفاق يشمل قواعد ملء سد النهضة يتم إبرامه مع مصر والسودان استنادا لإعلان المبادئ الذي تم توقيعه بالخرطوم في مارس 2015، فهل يعد هذا تحولا في الموقف الإثيوبي؟ أم هي مجرد مراوغة جديدة يقرأها الخبراء بأن إثيوبيا عندما ترى توافقا في الرؤى بين القاهرة والخرطوم تحاول جذب الخرطوم لطرفها مرة أخرى، وهل اتفاق الملء هو الوحيد الذي تنبى عليه المفاوضات؟ في المقابل تؤكد مصر الرسمية إن الطرح الإثيوبي يهدر كافة الاتفاقيات حول سد النهضة، وأن طرح إثيوبيا يطلق يدها للتحكم بمياه النيل، وتقول القاهرة إن إثيوبيا لا تنظر لمصالح الأطراف الأخرى، وإن مصر اتبعت سياسة النفس الطويل في التفاوض بشأن سد النهضة، وأوضح المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية المصرية محمد السباعي أنه بعد جلسة مفاوضات الغد بشأن سد النهضة سيتم بشكل نهائي تحديد خط سير ومحتوى التفاوض خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن هناك تعنتاً واضحاً من الجانب الإثيوبي، وقال إن الطرح الإثيوبي يهدف إلى إهدار بشكل كبير جدا، ويطلق اليد لإثيوبيا للتحكم في مياه النيل الأزرق.

اتفاقيات استعمارية

الدكتور عباس شراقي الخبير المصري في المياه يرى أنه بعيدا عن التصريحات العنترية لإثيوبيا بالملء فى يوليو دون الحاجة إلى الرجوع إلى مصر والسودان، وأخرى غير مسئولة عن التلويح العسكرى لحماية سد النهضة، تتحدث عن الاتفاق عن قواعد الملء استنادا لإعلان المبادئ. وقال شراقي لـ (اليوم التالي) لكن أثيوبيا مازالت ترى أن الاتفاقيات السابقة كانت إستعمارية، وأن توزيع المياه غير عادل رغم أنها تستخدم حوالى 230 مليار م3 (أكثر من 4 أضعاف حصة مصر المائية السنوية)، واتفاقية 1902 بين بريطانيا وإثيوبيا (عن السودان) ،وإثيوبيا كانت حرة فى ذلك الوقت، مضيفا أن الطرفين اتفقا خلال المعاهدة على أن خط الحدود بين السودان وإثيوبيا يسير من أم حجر إلى القلابات، فالنيل الأزرق فنهر بارو فنهر بيبور ثم نهر أكوبو حتى مليلة، ومنها إلى نقطة تقاطع خط عرض 6 شمالا مع خط طول 35 شرق جرينتش، وتم رسم خط الحدود بالمداد الأحمر في الخريطتين الملحقتين بالاتفاق، وتابع أن الإمبراطور منليك الثانى تعهد قبل حكومة صاحبة الجلالة البريطانية، بعدم تشييد أو السماح بتشييد أي عمل على النيل الأزرق وبحيرة تانا أو نهر السوباط يكون من شأنه منع جريان المياه إلى النيل إلا بالاتفاق مع حكومة جلالة الملكة البريطانية وحكومة مصر بالسودان، متسائلا: هل إثيوبيا مازلت مصرة على إلغاء الاتفاقيات التاريخية؟، وقال إن إلغاء الاتفاقية يلغي أيضا الحدود فهل تقبل إثيوبيا أن تسلم منطقة سد النهضة إلى السودان؟

يعلن تنازله

أما الدكتور أحمد المفتي الخبير في القانون الدولي فيقول في منشوراته عن سد النهضة إن السودان في اليوم الرابع يعلن تنازله عن أمان السد والأمن المائي والتعويض عن الآثار السالبة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مضيفا أن هذه هي المرة الأولي التي تفصح فيها وزارة الري السودانية عن الوثيقة التوفيقية التي تقدم بها السودان من دون توضيح لمضمونها، وإنه قد تركزت النقاشات على الجوانب الفنية لملء وتشغيل سد النهضة، مما يعني أنه لم تتم مناقشة الشواغل الأساسية للسودان وهي أمان السد والأمن المائي (الاحتياجات الحالية والمستقبلية)، والآثار السالبة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتابع: أكدت على توافق وجهات نظر الدول الثلاث على معظم القضايا الفنية، عدا بعض التفاصيل المحدودة، وليس ذلك هو تقييم مصر، وقال إن الاجتماع ناقش أيضا بعض الجوانب القانونية للإ٦تفاق الخاص بملء بحيرة السد وتشغيله، وهذه إشارة غامضة لا توضح ماهية تلك الجوانب القانونية، علما بأن الجوانب القانونية لم تكن شاغلا للوفد السوداني منذ العام 2011، لافتا إلى أن الاجتماع قد كلف السودان بإعداد مسودة توافقية ثانية بناء على ملاحظات البلدان الثلاثة خلال اجتماع السبت، وقال إن الاتفاق على العودة للتفاوض غدا (الاثنين) لمناقشة المسودة التوافقية الثانية وتقييم مسار التفاوض، وقال إن مصر ليست متفائلة لأن في الوقت الذي قبلت فيه مصر بأن تكون ورقة السودان الأولى أساساً للتفاوض تقدمت إثيوبيا بورقة جديدة في جولة اليوم الثالث، مضيفا أن مصر ترى أن المقترح الأثيوبي الذي رفضته مصر والسودان ، يؤكد مجدداً استمرار الاختلافات وصعوبة التوصل لاتفاق عادل حول سد النهضة ، خلافا لتقييم السودان، معربا عن استغرابه لقبول مصر لتكليف السودان بإعداد مسودة ثانية، إلا إذا كانت تسعى لتحقيق أهداف غير ما هو معلن، وقال: هناك تفاؤل وتفريط سوداني في حقوقه المائية كالعادة، ولا نستغرب قبوله إعداد مسودة ثانية لاعتقاده أن إطالة أمد المفاوضات لن تضره، مضيفا أن إصرارا إثيوبيا على ضرب عرض الحائط بالمفاوضات السابقة منذ 2011 ، والتقدم بورقة جديدة تهدف إلى إعطاء إثيوبيا الفرصة، للبدء في ملء السد بعد 18 يوم أثناء المفاوضات حتى تعطي مشروعية إضافية للملء .

The post غدا .. تواصل اجتماعات مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى