غير مصنف --

طيارة المؤتمرنجية وملايين الرقاص.. بقلم كمال الهِدي

السودان اليوم:
· قد لا تصدقونني إن قلت لكم أنني لست مندهشاً لما كشفه أعضاء لجنة التفكيك في اليومين الماضيين.
· لكنها الحقيقة، بالجد لم ولن أندهش.
· إمتلك حزب (المقاطيع) طائرة خاصة! عادي جداً.
· يُدخل رئيسهم الرقاص (الساقط) البشير عشرين مليوناً من الدولارات في حسابه شهرياً كنثريات، برضو ما غريبة.
· فهؤلاء البشر ما حكموا هذا البلد إلا ليسرقوه.
· وقد ظهر كذبهم ونفاقهم وإفكهم وضلالهم منذ الأسابيع الأولى لإنقلابهم المشئوم.
· فماذا كنا نتوقع منهم غير هذا!!
· علينا أن نلوم أنفسنا على صمت إستمر لثلاثين عاماً أضعناها على أنفسنا وعلى بلدنا.
· وحتى نكون إيجابيين كان من المفترض أن نفككهم منذ اليوم الأول الذي نجحت فيه الثورة (جزئياً) .
· لكن ماذا نقول في بعض الساسة والمتلاعبين بثورات السودانيين دوماً.
· على الصعيد الشخصي لدي قناعة دائمة بأن كل ما كُشف حتى اليوم ليس أكثر من رأس جبل الجليد.
· جرائمهم وسرقاتهم ستظل بلا سقوف.
· ومع شروق شمس كل يوم قد تتكشف جرائم وسرقات من هذا النوع.
· دعونا نوفر الدهشة لما هو غريب حقيقة.
· فليس من الغرابة في شيء أن يسرق وينهب (مقطوع) ينتمي لهذه الكائنات الغريبة.
· ولأنهم أغبياء و(مقاطيع) حقيقة وغير مبدعين حتى في السرقة لم يبتكروا أساليب تُجنبهم كشف الحال والفضائح، ولم يتحسبوا لمثل هذا اليوم.
· المتابع لهذه الزواية منذ سنوات طويلة لابد أنه لاحظ أن صاحبها لا يجنح للإساءة لأي كائن.
· لكنني ظللت أكتب طوال أيام الثورة وبعد نجاحها مفردات مثل ( المقاطيع) (الساقط) ( السفلة) (الأراذل)، وبالطبع لم يكن ذلك من قبيل المصادفة أو الإنفعال.
· كل القصة أنني لا أعتبرهم بشراً عاديين ولهذا تعاملت معهم بشكل مختلف، سيما بعد جرائمهم البشعة وقتلهم لشبابنا الغض بدم بارد وترويعهم للآمنين في بيوتهم.
· وأذكر ذات مرة أن سألني أحد هذه الكائنات الغريبة قائلاً ” أنت تكتب الساقط البشير وتضعها بين قوسين فماذا تقصد بذلك”؟!
· ألم أقل لكم أنهم أغبياء!
· لكنني سأفسر له اليوم سبب وضعي لصفة ساقط بين القوسين في كتاباتي ولماذا ألحقها بإسم البشير.
· وضعتها بين القوسين وألحقتها بإسمه يا هذا لأن بشيركم لم يكن عندي مجرد رئيس دولة فاشل خلعه شعبه، بل هو كائن ساقط بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
· وها هي لجنة التفكيك تكشف لكم اليسير جداً من سقوطه، ولا أشك في أن القادم سيكون أفظع وأكثر إدهاشاً لمن لديهم الميول للدهشة من أفعال الكائنات العجيبة.
· عن نفسي لن أندهش حتى لو جاء صباح وجدت فيه أن ملكية منزل الوالد (رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى) انتقلت لأحد أفراد عائلة المخلوع (الساقط).
· فهذه العائلة تحديداً تمتعت بشره إستثنائي للحرام والسرقة والنهب.
· ما كانوا سيشبعون حتى لو إمتد حكم شقيقهم لثلاثين سنة أخرى.
· لهذا لم أستغرب شرههم المفرط لكل ما هو حرام، مثلما لم يدهشني تركيزهم على منطقة كافوري ومربعي 11 و9 تحديداً حيث كان منزلهم (الجالوصي) الضيق الفقير بالعزبة التي صارت مربع 11 كافوري.
· الشيء الوحيد الذي إستغربته هو أن يتحول فقراء إلى مجرمين فظيعين وحاقدين بهذا الشكل.
· فمعظم أهل السودان نشأوا نشأة بسيطة وعاشوا فقراً، لكن ذلك لم يدفعهم لكره الآخرين أو السعي للانتقام منهم مثلما فعلت هذه العائلة البغيضة.
· جميع أشقاء المخلوع المقيمين بالسودان حالياً بالإضافة للهارب العباس لصوص من طراز مختلف.
· قلت المقيمين بالسودان حالياً حتى أستثني المرحوم عثمان حسن (رحمه الله وغفر له) والدكتور صديق المقيم بلندن.
· ولعلكم تذكرون رواية محمد الحسن البشير الذي أجرت معه صحيفة كيزانية ما زالت تصدر في الخرطوم حتى يومنا هذا حواراً.. لعلكم تذكرون حديثه عن صفيحة العسل التي جاء بها البعض للساقط في مقر سكنه بالقيادة، وكيف أنه بكرمه الفياض ونزاهته قسمها للعاملين معه!
· واللافت في الرواية أن محمد الحسن الشره قال أنه كان يطمع في أن يناله شيء من ذاك العسل.
. أراد أن يبين نزاهة شقيقه ففضح نفسه وأكد أنهم من نفر لا يملأ أعينهم سوى التراب.
· ولك أن تتخيل عزيزي القاريء مستوى الدناءة والانحطاط.
· بعد كل ما سرقوه طمعت نفسه الدنيئة في زجاجة أو زجاجتي عسل ليضايق البسطاء في القسمة.
· هؤلاء لا يمكن أن نحسبهم في عداد البشر.
· من ضمن ما عرفته عن هذه العائلة موقفاً كلما جاءت سيرتهم أقول فيه أنهم من شدة كرههم وحقدهم على السودانيين كانوا يحسدون الواحد منا في علاقته بربه.
· أقول ذلك بسبب شاب يجاورهم في الحي نذر نفسه لحفر المقابر.
· ما أن يتوفى شخص في الحي إلا وهرع ذلك الشاب برفقة عدد من الرفقاء لتجهيز القبر.
· وحينها كان سيرته العطرة على كل لسان.
· كلما ذُكر إسمه ردد الجميع ” جزاه الله خيراً”.
· تخيلوا أن عائلة البشير حولت هذا الشاب إلى الإتجاه المعاكس بعد كل ما فعله من خير.
· فقد إختاروه للعمل مع محمد حسن البشير في إحدى منظماتهم التي كانوا يسرقون من خلالها (معارج).
· فضاعت كل تلك السمعة الحسنة للشاب وتحولت عبارة ” جزاه الله خيراً” إلى ” أعوذ بالله” كلما جاءت سيرته.
· ألا يعد هذا السلوك حسداً للمرء في علاقته بربه بالله عليكم!!
· لم أذكر اسم الشاب لأنني لا أملك دليلاً محدداً على فساد أو سرقة قام بها، لكن يكفي فقط أن تكون قريباً من اللصوص والمفسدين لتلاحقك لعنات الناس حتى وإن لم تجرم بشكل شخصي.
· لما تقدم أستغرب كلما تحدث الناس عن الكيزان كبشر عاديين وقالوا أن من حق أي واحد فينا أن يختار توجهه السياسي وقناعاته.. الخ الحديث الناعم (الماجايب همه).
· فهؤلاء لم يمارسوا سياسة، أو يختلفوا معنا في تفسير للدين أو التاريخ أو حكم البلد، أو خلافه حتى نقول في حالتهم ” إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”.
· هؤلاء سرقونا ونهبونا وضيعوا أعمارنا وقتلونا وحرقوا مدننا وقرانا وقسموا ودمروا وطننا وخربوا إقتصادنا وذرعوا الفتنة بيننا، ولم يتركوا جريمة إلا وارتكبوها في حقنا.
· فكيف لنا أن نتعامل معهم وفقاً لمبدأ ” إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”!
· بعد كل ما أغترفوه في حقنا لا يمكنني أن أتصالح مع أي كائن إنتمى لهذه الجماعة ولم يتبرأ منها قبل ثورة ديسمبر.
· حتى عبارة ” من إرتكب منهم جرماً نحاسبه، ولا نأخذ البعض بجريرة غيرهم” لا تبدو وجيهة بالنسبة لي.
· فمن إرتكب جرماً بيناً يحاسب نعم.
· لكن حتى من لم يسرق أو ينهب أو يقتل أعتبره مجرماً لمجرد سكوته عن كل ما جرى طوال الثلاثين عاماً الماضية.
· صحيح لن يحاسب القانون من لم يرتكب جريمة محددة، لكن مجتمعياً لا يبدو منطقياً أن نقبلهم وكأن تنظيمهم وجماعتهم لم يفعلوا شيئاً.
· لاحظت قبل أيام أن مدير إستاد الهلال بدأ ينشط في قروب هلالي إنضممت له منذ فترة ليست بالقصيرة.
· وطوال هذه الفترة لم أكن أتابع له أي منشورات في القروب.
· لكن يبدو أنها حملة منظمة تشمل شتى المجالات.
· ولأن قروب هلالاب بأدب ديمقراطي جداً ظل البعض يناقشونه فيما يكتب بصبر شديد رغم أنه ساهم مع آخرين في التشوهات التي طرأت على الوسط الرياضي في السنوات الماضية.
. يناقشونه في منشوراته بالرغم من دفاعه المستميت في أوقات مضت عن طاغية وقاتل ومجرم، وإنتمائه لشباب المؤتمر الوطني.
. أما أولئك الذين يحدثون الناس عن طيبة هذا أو براءة ذاك فأمرهم محير.. فلسنا بصدد علاقات شخصية حتى نسكت عن ممارسات ضارة بالشأن العام لمجرد أن من يأتي بها (طيب) في نظر البعض.
· هذا نموذج للتساهل الذي حفز هؤلاء الكيزان على محاولات تخريب ثورة السودانيين بعد الإنزواء في ركن قصي خلال الأسابيع الأولى.
· هلال مين ومريخ مين البيجمعنا مع كيزان خربوا ودمروا وطناً بأكمله.
· ولا أدري ما علاقة عزيز الخير بالكرة وبشئونها حتى يصبح مديراً لإستاد الهلال، لو لا أن الكاردينال كان نصيراً للكيزان المفسدين وتكسب كثيراً من وراء علاقته باللصوص النافذين سواءً في المؤتمر الوطني أو داخل بيت المخلوع.
· عزيز الخير كان من ضمن الجوقة التي أحاطت بالمخلوع في مواقف محددة وهو عمل يتباهى به.
· ولأن ثورتنا لم تكتمل بعد إستمر البعض في لعب ذات أدوارهم القبيحة مع الإصرار على (لفح) ثوب الثورة الذي لا يناسبهم.
· كثيراً ما دعوت الأهلة لإسترداد ناديهم العظيم من هؤلاء الغرباء الذين أساءوا له كثيراً.
· وبعد فقدان الأمل في ذلك لإعتبارات عديدة رهنا استرداده بثورة السودانيين ضد نظام الكيزان البغيض.
· لكن ما يحزن أن الثورة نفسها لم تعين الأهلة في إستعادة حقهم المسلوب.
· والأكثر إثارة للحزن دعوات البعض للتصالح مع هؤلاء.
· هو الاستدراج لا غيره.
· يحاولون استدراج الناس للقبول بشخصيات ساهمت في الخراب طوال الفترة الماضية.
· دعوات البعض لقبول الأهلة بالكاردينال بوصفه رجل بر وإحسان ساعد بعض المحتاجين تصب في ذات الإتجاه سواءً أن قصد أصحابها ذلك أم لم يقصدوا.
. هي نفس نغمة من كانوا يمدحون الوالي (الغالي) ويكتبون ليل نهار عن دماثة خلقه وسعة صدره، أو من هللوا ل (شيخ العرب) ود الجبل (رحمه الله).
. لا أعلم لماذا يصر هؤلاء النفر على إغفال حقيقة أن من يحاولون جرنا للتعبير عن الإعجاب بهم لم يكونوا من الرأسمالية الوطنية التى حرثت الأرض أو شيدت المصانع.
. لو لا أفعال وممارسات هؤلاء الطفيليين لما إحتاج بعض نجوم المجتمع للمساعدة حتى يتقدموا لدعمهم بجزء من أموال جنوها عبر تخريب إقتصاد البلد.
. لو لا فسادهم لما إحتاجت أنديتنا لدعم الأفراد ولما عانى مطرب أو شاعر لدرجة عدم إمتلاك قيمة العلاج.
.هؤلاء الطفيليون وحاشيتهم من تسببوا في أن يزداد الفقراء فقراً والجوعى جوعاً في بلدنا.
· وأخيراً أشير إلى أنني سعيد بما تقوم به لجنة التفكيك والمجهود الكبير الذي يبذلونه.
· أعضاء اللجنة يمثلون الجانب المشرق في حكومة الثورة المليئة بالمتقاعسين والمتواطئين.
· لكنني أعيب على اللجنة عدم بدئها بالمؤسسات الإعلامية.
· فلو أنهم بدأوا بالكثير جداً من الشركات التي تملك القنوات الفضائية والصحف لوجدوا دعماً أكبر من الثوار.
· ربما يقول قائل أنهم بدأوا بحيث تتوفر الأموال الوفيرة والأملاك الغزيرة من أراضِ وعقارات.
· لكن (كده.. كده) لم يستفد شعبنا كثيراً ما استردوه من أموال وعقارات.
· ومع كل إعلان عن تفكيك واسترداد لأموال ظللنا نسمع عن حملة دعم جديدة.
· من جنيه حمودك، مروراً بالقومة للسودان وإنتهاءً (بـ) حاضرين يا وطن.
· لست مناهضاً لحملات دعم الوطن.
· بل على العكس فقد كتبت عن ذلك مراراً حتى قبل أن تتشكل الحكومة الإنتقالية نفسها.
· لكن كان رأيي حينذاك أن يوفر السودانيون دعماً للحكومة في أيامها الأولى قبل أن تتمكن من إسترداد بعض الأموال والمؤسسات المنهوبة.
· أما الآن وبعد مرور عام كامل يفترض أن تكون حكومة (الخبيرين) دكتور حمدوك والبدوي قد وضعت أسساً راسخة للنهوض بالإقتصاد من وهدته وأن تكون الحاجة للدعم قد زالت مع إسترداد الكثير من المال المسروق.
· إلا أن ذلك لم يحدث للأسف ومازالوا ينتظرون دعم المواطنين رغم ما يعانونه من شظف في العيش.
· وطالما أن الوضع كذلك لِمَ لا تركز لجنة التفكيك على المؤسسات الإعلامية!!
· من يظن أن كل الصحف التي تصدر في عاصمتنا كل يوم مملوكة لأشخاص عصاميين بذلوا العرق واجتهدوا حتى وفروا رؤوس أموالها واهم.
· ومن يعتقد أن القنوات الفضائية صارت داعمة للثورة يخدع نفسه.
· لهذا توقعنا أن تهتم اللجنة بهذه المؤسسات.
· لو تحقق ذلك لتوفرت للجنة منصات إعلامية ترافقها في كشف فساد الكيزان بالصوت والصورة.
· بدلاً من البرامج الرتيبة والكتابات الملغومة كان من الممكن أن نهنأ بإعلام ثوري يغلق كل باب يحاول فتحه بعض المخربين من أذيال النظام القديم.
· فالمؤسف حالياً أنه بالرغم من كل هذه الجرائم التي تدهش الكثيرين ما زلنا نتناقل أخبار بعض المواقع الكيزانية ونتداول مقالات دعاة الثورية التي يدسون السم في العسل.
· ما زال بعضهم يملكون جرأة عجيبة للدفاع عن باطل قادتهم وقواعدهم الواضح البين.
· لا يزال هناك من يصدقون أن القوم قد حكموا لرفع راية لا إله إلا الله ولهذا كلما تحرقوا من شيء صبوا جام غضبهم على (كفرة قحت)، وكأن الثورة ملكاً لقحت أو غيرها.
· هذه ثورة السودانيين يا هؤلاء وإن كنتم تملكون الشجاعة فأشتموا الشعب بالواضح مثلما فعل قادتكم الأراذل طوال السنوات الماضية و(كفروا) كل أفراده.
· لا تظنوا أنه يفوت علينا زيفكم وإدعاؤكم بمناصرة الثورة مع الإختلاف مع قادة قحت أو تجمع المهنيين.
· الثوار ما سائلين في قحت ولا في تجمع المهنيين لو تعلمون.
· صحيح أن هذه الأجسام قدمت دعماً أثناء الحراك، لكن ذلك لا يمنحها صكوك الغفران.
· وها أنتم تلاحظون أن خلافاتهم الحالية تثير غضب الشارع، فبلاش غباء وكفوا عن محاولة التستر بقحت أو غيرها.

The post طيارة المؤتمرنجية وملايين الرقاص.. بقلم كمال الهِدي appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى