السودان اليوم:
حالة الترقب التي يعيشها المعلمون بولاية الجزيرة منذ بداية الشهر وحتى مرور أيام عدد منه وهم يتوقعون صرف مرتباتهم دون أن يحدث ذلك باتت حالة متكررة ومؤسفة…وهذه المرة تبدو أكثر مرارة وهم يترقبون بشوق الرواتب الجديدة وفي ظنهم أنهم سيقبضونها في بداية الشهر ولكن خاب ظنهم إذ ما زالت حلقات مسلسل التأخير مستمرة على نحو ممل ومحبط..
يوما بعد يوم تتزايد علامات الاستفهام ويتراجع الأمل في أن يعيش المعلم بولاية الجزيرة وضعا يحفظ له كرامته.
أيام الترقب تعني وضعا نفسيا بائسا وتعني مزيدا من الديون والتأجيل لأمور مهمة كان ينتظر أن يقوم بها صاحبها عند صرف المرتب.
تأخير مرتبات المعلمين إلى فترة تمتد أحيانا إلى منتصف الشهر هو مشكلة ظلت قائمة منذ عهد الإنقاذ وحتى يومنا هذا دون أن تتضح للناس دواعيها ودون أن تلوح في الأفق بوادر لحلها…مع أننا استبشرنا خيرا بمجئ عهد التغيير فلم يتغير شئ وكأننا ما زلنا نعيش في أيام البشير.
مؤسسات حكومية كثيرة يتم صرف المرتبات فيها قبل نهاية الشهر وينعم منسوبوها بانتظام الصرف دون مشاكل..فما الذي يكتنف رواتب المعلمين ويؤدي لتأخيرها حتى تفقد جدواها ويصرفها المعلمون فقط ليسددوا بها ديونهم المتراكمة ثم يعودون مرة أخرى لمربع الاستدانة نفسه لقضاء حوائجهم..
المعلمون ليس لديهم وجيع..وكل الجهات التي توقعوا أن تساندهم وتيسر لهم استلام مستحقاتهم خذلتهم وتركتهم نهبا للإنتظار والإحباط.
أما ما يتعلق بفروقات الترقية وغيرها من مستحقات فهذه تأتي على ظهر سلحفاة أو عن طريق العلاقات و(اللولوة) وكثيرا ما يسمعون بها ثم لا يتعدى الأمر حدود السمع فقط.
حال معلمي الجزيرة لا يشبه ولايتهم الممتدة والغنية بالموارد ولا يتناسب مع العدد الهائل من المعلمين والمدارس والذي يتطلب – أي هذا العدد – وزارة نشطة و(حقانية) تتيح لمدارس الولاية أن تتبوأ مكانة عالية في التفوق على مستوى القطر.
وأخيرا فإن مسألة صرف المرتبات عن طريق البنوك فهذه أدهى وأمر بسبب قلة عدد الصرافات المتاحة مما يعني ازدحاما شديدا وجهدا وزيادة في التأخير مع تحديد سقف متدني للصرف هذا غير (الشبكة الطاشة دائما)…وكثيرا ما يأتون من قرى بعيدة رغم صعوبة الحركة إلى صرافات المدن فتفجؤهم الشبكة أو الإزدحام المحبط..لذا فإن الصرف عبر الوحدات الإدارية يخفف على المعلمين (وجع) تأخير المرتبات خصوصا مرتب مايو الذي (تعزز عشان بالغنا في ريدو).
The post رواتب الجزيرة .. ولادة متعسرة.. بقلم مزاهر رمضان appeared first on السودان اليوم.
