خاص السودان اليوم:
قامت الثورة لارساء دعائم الحق والعدل ومحاربة الظلم والجور ، وسقط الشهداء وكانت دماؤهم مهر الحرية والانعتاق من ربقة الظلم والجبروت الذى ظلت حكومة الانقاذ تمارسه.
فى حكم البشير لم يكن هناك احترام للقانون ولامراعاة له فما يريده الطاغية ونظامه الفاسد هو الذى يمضى دون ادنى اهتمام بمخالفة ذلك للحق والعدل من عدمه فالطاغية
وحزبه وكل نظامه فوق القانون ، وليس عندهم إشكال ان يلووا عنق القانون ويحرفوا
الحقائق فى سبيل الوصول الى مايريدون ، وكان معتادا ان يتم اعتقال الناس دون وجه حق ويحرموا من حقوقهم الاساسية مما راكم غبنا عند الناس اسهم فى نجاح الثورة واطاحتها بالنظام ورأسه ، وتنفس الناس الصعداء وهم يشعرون بانهم تحرروا من الظلم والجور ، وقامت حكومة الثورة التى كان الجميع يؤملون ان تتصف بالمنضبطة الحارسة للقانون الحريصة على تطبيقه على الجميع بالسواء ولكن وبكل اسف وقعت بعض التصرفات الخرقاء من محسوبين على الثورة والحكومة ستكون اخطر على ثورتنا من معارضيها المجاهرين بذلك الناقمين عليها ، الداعين لمناهضتها ، والا فكيف نفهم الخرق الكبير والضار لشعار الثورة الخالد (حرية سلام وعدالة ) فى مسالة اعتقال الطيب مصطفى والتعامل معه بخلاف مايقرره القانون ؟ بعيدا عن اسباب الاعتقال والحديث عن مخالفته للقانون من عدمه فان منع عائلة الطيب مصطفى من زيارته فى الحبس تعتبر جريمة تستوجب المساءلة ، فالرجل موقوف ومن حقه (بغض النظر عن شخصه ومواقفه والاتفاق أو الاختلاف معه فهذه قضايا اخرى تماما ) ، وحق اهله ان يزوروه كغيره من الموقوفين ، فمن أين لمعتقليه الحق فى منع اهله من زيارته ؟ انه تجاوز وخرق للقانون ويعتبر مخالفة صريحة لابد من معاقبة مرتكبيها ، ويلزم انهاء هذا الوضع الغير قانونى فورا والا كانت هذه الحكومة كالانقاذ فى خرقها للقانون ، وهذه حرب على الثورة من منسوبيها ولابد من وضع حد لهذا الوضع الشاذ.
امر آخر يعتبر خرقا كبيرا للقانون وتجاوزا لايمكن القبول به – وهو مرتبط باعتقال الطيب مصطفى – وهو التسجيل الصوتى المتداول فى الوسائط لمن قال انه هو
المقدم شرطة عبد الله سليمان عضو لجنة التمكين وقد مارس الرجل تهديدا وترهيبا
وتحدث للصحفية هويدا حمزة متوعدا لها حول نشرها تعليقا في الفيس بوك عن اعتقال الطيب مصطفي ، ففى البداية طلب
منها الحضور الى مقر لجنة ازالة التمكين للتحرى معها حول مانشرته على صفحتها الخاصة فسألته وبدات تحاوره وتبين ضعف كلامه وتهافت قوله فغضب الرجل وطفق يهدد ويتوعد فى سلوك لايشبه رجال القانون وحراس العدالة فى شيئ ، وقال لها اننا رأينا ان نتصل عليك حتى تاتينا والا كان بمقدورنا ان نفتح بلاغا ونتخذ اجراءات يمكن ان تصل الى امر القبض لكننا اردنا ان تمر الامور بهدوء ، فسألته الاستاذة هويدا عن الذى جعلهم يسالونها فقال لها نحن نعتقل الطيب مصطفى وزيارته ممنوعة وانت كتبت عنه انه من محبسه يقول لكم كذا وكذا ونريد ان نعرف من الذى قال لك وكيف التقاه وهو محبوس عندنا فقالت له لاتسالنى عن مصادرى هذا اولا ، وثانيا انا نقلت رسالة متداولة فى الوسائط فقال لها نحن نستطبع ان ناتى بك قالت له افعلوا ما تريدون وانتهت المكالمة بطلب منه ان ترسل له على الواتساب الرسالة التى وصلتها فوافقت وكان بامكانها ان ترفض .
نحن لانقول ان ماتم نشره من تسجيل صوتى بالضرورة هو راجع الى هذا الرجل (المتحرى فى قضية الطيب مصطفى) المقدم شرطة عبد الله سليمان فمن الممكن ان تكون هذه القصة مختلقة وان احدا ينتحل شخصية المقدم عبدالله ، نقول ان هذا ممكن لذا لن نجزم بشيئ لكن على الحكومة التحقيق فى هذا الأمر فورا وبدون تراخى وان تحسم هذا الذى يجرى ولاتسمح به فإن كان التسجيل صحيح فلابد من معاقبة صاحبه لتجاوزه القانون واعتدائه على الاخرين وإن كان التسجيل منتحلا فلابد من وضع حد لتشويه صورة الشرطة وفى الحالين فإن هذه الافعال تشكل خطرا على الثورة اكبر من الخطر الذى يشكله مناهضوها.
The post هؤلاء اخطر على الثورة من مناهضيها appeared first on السودان اليوم.