السودان اليوم:
في التاسع والعشرين من رمضان 1440 هـ الموافق الثالث من يونيو للعام ألفين وتسعة عشر في الصباح (والناس نيام) قامت قوات ترتدي الزي العسكري الكامل للجيش والشرطة والدعم السريع وتمتطي (تاتشرات) و(بكاسي) و(دفارات) الأجهزة المذكورة ومزودة بالأسلحة والذخيرة التي لا توجد إلا لدى الجهات الآنف ذكرها بالهجوم على الشباب والمواطنين العزل الذين كانوا معتصمين أمام ساحة القيادة العامة وتم قتل المئات منهم كما وألقى البعض في النيل وتم اغتصاب الفتيات والفتيان على حد سواء و(حدس ما حدس).
وفي اليوم التالي لهذه المجزرة وجه الفريق (البرهان) بياناً للشعب السوداني يشكر فيه الجيش والشرطة وقوات الدعم السريع ويندد بما حدث في مثال حي لمقولة (الإختشوا ماتو) حيث من الممكن هنا أن يقوم (الشعب أبوريالة) بسؤال سعادة الفريق (البرهان) :
– طيب وكتين بتشكر ديل كووولهم الكتل الناس ديل منو؟
– خلاس طيب أشكرهم ذي ما عاوز بس هم في ساعات الهجوم دي كانو وين؟
– ثم إنتا ذاااتك يا البرهان كنتا وين؟ وباقي الجنرالات اليوم داك كانوا وين؟
بالطبع هي تساؤلات مشروعة لا يستطيع الفريق (البرهان) أو بقية (الجنرالات) الإجابة عليها، فالمجزرة لم تقع على تخوم (الأمازون) أو جبال (الإنديز) بل كانت في قلب الخرطوم بل تحديداً أمام قيادة الجيش ذاااتو الذي كانت قواته من المفترض أن تكون على أهبة الإستعداد تقوم بحراسة تلك الأعداد الهائلة من المواطنين المعتصمين وتحميها من أي إعتداءات يمكن أن تتم لكنها في ذلك اليوم (فص ملح وداب) !
لعل من قام بالتخطيط لتلك المجزرة الدموية قد وضع في حساباته الخاطئة أنها سوف تحسم الأمر وتلقي بالرعب في قلوب هذا الشعب الأعزل ليؤول الحكم إلى الفريق (البرهان) وبقية اللجنة الأمنية التي يديرها (الكيزان) من وراء حجاب ولم يكن في حساباته أبداً أن إرادة الشعب سوف تنتصر وأنه سوف يواجه يوماً (ومن معه) بهذه الجريمة النكراء ويصبح مطلوباً للعدالة أمام محكمة الشعب لذا فالقوم الآن في حيرة من أمرهم تماماً وقد ظلوا في تلك الحيرة منذ انتصار الثورة وخروج الملايين المنددين بالمجزرة وحتى كتابة هذه السطور.
الحيرة تكمن في أن ارتكاب مجزرة بمثل هذا العدد الهائل من القوات والأسلحة والعتاد لا يمكن أن يتم إلا عبر إتفاق وتنسيق واجتماعات عدد من الرتب (الكبيرة خالص) في الأجهزة والقوات النظامية المختلفة فالعملية لا يمكن أن تكون (شغل) قوات ورتب وسيطة وحدها، وهذا معناه تقديم هؤلاء (المجرمون القتلة) إلى العدالة والقصاص منهم دون أي جدال وهذا ما لن يحدث للأسف الشديد بل هذا هو السر في (المطوحة) التي تمارس في هذه القضية و(الجرجرة) التي نهايتها أحتمالان لا ثالث لهما :
– أولهما القيام بإنقلاب عسكري (ويتخارجو من القصة دي)!
– وثانيهما تقديم لجنة التحقيق لتقرير باهت يستثنى تلك الرتب ليثور الشعب على مخرجات التقرير …….. وبرضو يتم القيام بانقلاب عسكري (ويتخارجو من القصة دي) !!
من الغباء المفرط و(التفاؤل الما في محلو) ان نتوقع تقديم هؤلاء (الجنرالات) الذين كانوا وراء التخطيط (الفعلي) والمتابعة وإعطاء الأوامر لمجزرة القيادة إلى القضاء أو القصاص منهم أو ورود اسم أحدهم في تقرير اللجنة المزعوم.. وبيناتنا الأيام !
كسرة :
عندما يتأخر العدل أعلم أن هنالك (طبخة) يتم إعدادها في مطبخ الظلم !
كسرة تانية :
الرحمة والمغفرة للأبطال الشهداء والخزي والعار للقتلة الجبناء وجمع الله المفقودين بذويهم .
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنوووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
The post بيناتنا الأيام.. بقلم الفاتح جبرا appeared first on السودان اليوم.