أكد مصدر مطلع أن فريقاً من موظفي شركات النفط غادر العاصمة جوبا متجهاً إلى منطقة هجليج بولاية غرب كردفان، في خطوة تهدف إلى إعادة تشغيل الحقول النفطية واستئناف ضخ الخام نحو الموانئ شرق البلاد، بعد توقف فرضته التطورات العسكرية الأخيرة.
وأوضح المصدر أن الفريق يضم كوادر فنية تعمل بشكل مباشر في حقل هجليج، مشيراً إلى أن التقييمات الأمنية الحالية تسمح ببدء عمليات التشغيل، عقب فترة من التوقف والاضطراب في المنطقة.
انتشار أمني وتأمين الحقول
وكانت قوات حكومية تابعة لدولة جنوب السودان قد انتشرت في محيط حقل هجليج داخل الأراضي السودانية، عقب سيطرة مليشيا الدعم السريع على المنطقة، في خطوة قالت جوبا إنها تهدف إلى تأمين المنشآت النفطية وضمان استمرار تدفق الخام.
وبحسب مصادر في القطاع النفطي، يعتزم الفريق القادم من جوبا تشغيل الآبار تدريجياً، فيما أفاد شهود بأن التوترات التي اندلعت في الأيام الماضية بين قوات الدعم السريع وقوات دفاع جنوب السودان لم تتطور إلى مواجهة مباشرة، وتم احتواؤها ميدانياً.
خلفية السيطرة على الحقل
وكانت مليشيا الدعم السريع قد سيطرت على منطقة هجليج في الثامن من ديسمبر 2025، وهي المنطقة التي تضم أكبر حقول النفط في السودان، قبل أن يقوم نائب قائدها الفريق عبد الرحيم دقلو بزيارة ميدانية للمنشآت النفطية، اعتبرها مراقبون رسالة سياسية للضغط على الخرطوم وجوبا بشأن تقاسم عائدات النفط.
وتعود مطالب الدعم السريع بالحصول على نصيب من عائدات النفط إلى نهاية عام 2023، حين طالبت قياداته بتحويل الإيرادات مباشرة من جوبا أو إيداعها في مصرف خارجي إلى حين تشكيل حكومة مدنية شاملة.
معاناة المجتمعات المحلية
ورغم الثروة النفطية الكبيرة في المنطقة، لا تزال المجتمعات المحلية في غرب كردفان وشرق دارفور تعاني أوضاعاً معيشية صعبة، تشمل نقصاً حاداً في مياه الشرب والخدمات الأساسية، وسط مطالب متكررة بتوظيف الشباب المحليين في شركات النفط ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية.
وتؤكد تجمعات مهنية واقتصادية أن عائدات النفط لم تنعكس على حياة السودانيين منذ سنوات، في ظل اتهامات متداولة بالتلاعب في حسابات مالية تُقدّر بمليارات الدولارات، ما يعمّق الجدل حول إدارة الموارد في ظل الحرب والانقسام السياسي.









