أفادت مصادر مطلعة أن حكومة السودان وجّهت من بورتسودان رسالة سياسية واضحة للمجتمعين الدولي والإقليمي، تؤكد انفتاحها على جهود السلام، لكنها تضع شرطًا حاسمًا: أي حل يجب أن ينطلق من الإرادة الوطنية الخالصة ويحمي القرار السيادي للبلاد.
وبحسب معلومات حصلت عليها” الراي السوداني”، شدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس، خلال لقائه الجمعة مع محمد بلعيش الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، على أن استعادة الأمن والاستقرار تمر عبر مسار واحد هو “الحوار السوداني السوداني”، بوصفه الضامن لتحقيق سلام مستدام وتلبية تطلعات الشعب السوداني.
وأكد إدريس أن الحكومة تمضي بخطوات محسوبة لتثبيت الاستقرار وتوفير متطلبات العيش الكريم، موضحًا أن المبادئ الوطنية المعلنة تمثل الإطار المرجعي لأي مبادرة سياسية، بما يمنع تسلل الأجندات الخارجية أو فرض حلول لا تعكس واقع السودان وتعقيداته.
في المقابل، أوضح المبعوث الأفريقي محمد بلعيش أن زيارته تأتي في سياق تحرك أفريقي متسارع لتقريب وجهات النظر، حاملاً رسالة مباشرة من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى رئيس مجلس السيادة بشأن فرص السلام المتاحة في المرحلة الراهنة.
وأشار بلعيش إلى أن التطورات الميدانية والانتهاكات المنسوبة لمليشيا الدعم السريع تفرض ضرورة التحرك العاجل، معربًا عن ثقته في قدرة القيادة التنفيذية الجديدة على إدارة حوار شامل يضع حدًا للأزمة الإنسانية ويفتح الطريق نحو استقرار دائم.
وتأتي هذه التحركات في ظل اهتمام دولي متزايد بملف السودان، وسط رهانات على دور الحوار الوطني في إنهاء الصراع، وتعزيز السيادة، وإعادة البلاد إلى مسار السلام والتنمية.
