
في تحرك دبلوماسي يعكس ثقل التوقيت وحساسية الملفات، أجرى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والأفريقية، تناول قضايا أفريقية ملتهبة وتنسيقًا سياسيًا رفيع المستوى بين القاهرة وواشنطن، وفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني”.
وأفادت مصادر مطلعة أن الاتصال أكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، مع تشديد الجانبين على أهمية استمرار التنسيق الوثيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما التطورات المتسارعة في القارة الأفريقية.
وبحسب المصادر، تصدرت الأوضاع في السودان وليبيا جدول المباحثات، إلى جانب تطورات الأزمات في منطقة البحيرات العظمى وشرق الكونغو الديمقراطية والقرن الأفريقي، في إطار مساعٍ مشتركة لاحتواء التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وفي الشأن السوداني، شدد الطرفان على دعم وحدة السودان وسلامة أراضيه، مع رفض قاطع لأي محاولات تستهدف تقسيم الدولة أو تقويض مؤسساتها الوطنية. كما جدد الجانبان إدانتهما للهجوم الذي استهدف مقر البعثة الأممية في كادوقلي، مع التأكيد على التضامن الكامل مع الشعب السوداني في ظل الظروف الراهنة.
وأكد وزير الخارجية، وفق معلومات حصلت عليها «الموقع»، أن مصر تدعم بشكل كامل المؤسسات الوطنية السودانية، وتدفع باتجاه مسار إنساني فعّال يضمن وصول المساعدات دون عوائق، بالتوازي مع تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والوكالات الإغاثية الدولية.
وأوضح عبد العاطي أن تضافر الجهود الإقليمية والدولية بات ضرورة ملحة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتهيئة بيئة مواتية لإطلاق عملية سياسية جامعة تُلبّي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
وفي ختام الاتصال، جدد وزير الخارجية تأكيد دعم مصر لكافة الجهود الرامية إلى تثبيت الأمن والاستقرار في أفريقيا، وتعزيز علاقات حسن الجوار، مع إبداء استعداد القاهرة للتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تنفيذ الاتفاقات وتحقيق سلام دائم يخدم شعوب المنطقة.








