أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في تصريح لـ قناة الحدث، أن ملف إنشاء قاعدة عسكرية روسية على ساحل البحر الأحمر “لم يتم التطرق إليه منذ عام 2019”، نافياً وجود أي تطورات أو مناقشات جديدة مع موسكو خلال السنوات الماضية.
ويأتي هذا التصريح رداً على تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، زعمت فيه أن السودان قدّم عرضاً رسمياً لروسيا لإنشاء قاعدة بحرية مقابل الحصول على منظومات دفاع جوي ومعدات عسكرية متقدمة.
تفاصيل التقرير الأمريكي
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن العرض المزعوم يتضمن اتفاقاً يمتد لـ 25 عاماً يسمح بوجود 300 جندي روسي وأربع سفن حربية على السواحل السودانية، مقابل تزويد الجيش السوداني بطائرات حديثة ومنظومات دفاع جوي لتأمين البلاد أمام التهديدات الإقليمية. التقرير أعاد فتح النقاش حول موقع السودان الجيوسياسي ومساعي القوى الدولية لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر.
تضارب في الروايات
في المقابل، شدد البرهان على أنه لا توجد مفاوضات حالية مع الجانب الروسي بشأن القاعدة، مؤكداً أن الحديث حول المشروع توقف منذ سقوط النظام السابق في 2019، وهو ما يعكس تضارباً جوهرياً بين الرواية الرسمية السودانية والتقارير الغربية التي تربط الملف بالتحولات العسكرية والسياسية في البلاد خلال الحرب الدائرة.
سياق استراتيجي حساس
ويرى محللون أن توقيت نشر التقرير الأمريكي قد يشير إلى محاولة لإعادة تسليط الضوء على التنافس الدولي في البحر الأحمر، خاصة مع دخول السودان مرحلة حساسة تتقاطع فيها مصالح قوى إقليمية ودولية، بينما يسعى الجيش السوداني لتعزيز قدراته الدفاعية وسط تحديات أمنية متصاعدة.
