
في خطوة وُصفت بأنها الأكثر تنظيماً منذ تدفق آلاف السودانيين إلى مصر، أفادت مصادر من الجالية السودانية عن إطلاق مبادرة لتأسيس “صندوق تكاتف السودانيين في مصر”، في مسعى عملي لتأمين دعم عاجل ومنهجي للأسر المتضررة من تداعيات الحرب، وسط تصاعد الاحتياجات الإنسانية وارتفاع الطلب على المساعدات المالية والطبية.
ووفق معلومات حصل عليها” الراي السوداني”، تستهدف المبادرة تخفيف الضغوط المتزايدة على العائلات التي فقدت المعيل أو تعيش بلا مأوى ثابت، إلى جانب حالات حرجة تشمل نساء حوامل عاجزات عن تحمل تكاليف الولادة ومرضى السرطان الذين يواجهون مصاريف علاجية تفوق قدرتهم. وأظهرت مقاطع مصورة من داخل بعض الأحياء وجود أمهات وأطفال يفترشون الأرض في برد الشتاء، ما يعكس حجم الأزمة على الأرض.
وتؤكد الجالية أن آلاف السودانيين الذين وصلوا إلى مصر لم يغادروا بلادهم بحثاً عن رفاهية، بل فراراً من القصف والدمار، مشددة على أن كثيراً منهم من أصحاب المهن الرفيعة—مثل الأطباء والمهندسين والمحامين—اضطروا للعمل في وظائف بسيطة لتأمين الحد الأدنى من المعيشة، في مشهد يكشف عمق التضحية وقسوة الظروف.
وتسعى المبادرة إلى تنظيم عملية التبرعات بطريقة تحفظ كرامة المستفيدين، عبر استقبال الأموال والمساعدات العينية مثل الملابس، البطاطين، الأدوات المنزلية، والأدوية الضرورية، مع وضع آلية توزيع شفافة تعتمد على لجان مستقلة من أبناء المجتمع المعروفين بالنزاهة والحياد. كما تُخطط الجالية لإطلاق نقاط استقبال ثابتة وجدول توزيع دوري يضمن وصول الدعم للحالات الأكثر احتياجاً.
وفي ختام البيان، عبّرت الجالية السودانية عن امتنانها لمصر وشعبها على ما وصفته بـ”المواقف النبيلة”، مؤكدة أن صون كرامة السودانيين والحفاظ على سمعتهم مسؤولية جماعية، وأن التكاتف والعمل المنظم يظل السبيل الأكثر فاعلية لتخفيف معاناة اللاجئين في هذه المرحلة الحساسة.






