أفادت مصادر ميدانية مطلعة بأن الجيش السوداني نفذ خلال الأسبوع الماضي عمليات إسقاط جوي معقدة لدعم قواته المنتشرة في منطقتي أبو قمرة والطينة على الحدود مع تشاد، في خطوة وُصفت بأنها جزء من خطة عسكرية لتأمين المحاور الشمالية والغربية من إقليم دارفور.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الراي السوداني”، فإن عمليات الإمداد الجوي شملت أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية وطبية، إلى جانب مبالغ نقدية لتعزيز الوحدات المشتركة المتمركزة في وادي هور وصحراء شمال دارفور، حيث يصعب الوصول إليها براً بسبب الطبيعة الصحراوية الوعرة وتدهور الوضع الأمني.
وأوضح مصدر عسكري أن الإمدادات نُفذت على مرحلتين؛ الأولى استهدفت القوات المتمركزة في أبو قمرة، بينما خصصت الثانية لدعم الوحدات العاملة بمدينة الطينة، مشيراً إلى أن العملية جاءت في ظل تحركات متزايدة لقوات الدعم السريع في المحاور الشمالية.
وأكدت المصادر أن هذه العمليات عززت القدرات الدفاعية والهجومية للقوات المشتركة بقيادة العميد عبد الله بندة، الذي عاد مؤخراً إلى الميدان بعد فترة علاج خارج البلاد، ليستأنف مهامه ضمن خطة لتأمين الحدود ومنع أي تسلل أو تهديد محتمل من خارج البلاد.
وكانت القوات المشتركة قد استعادت السيطرة على بلدة أبو قمرة في وقت سابق من أكتوبر الجاري، بعد معارك محدودة مع قوات تتبع لتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، حيث انضمت بعض تلك القوات إلى الجيش فيما التحقت أخرى بالدعم السريع قبل انسحابها.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن هذه التحركات الجوية تمثل تحولاً نوعيًا في أسلوب إدارة الإمداد العسكري، وتعكس قدرة الجيش على الحفاظ على خطوط الدعم اللوجستي في أكثر مناطق دارفور عزلة وتعقيداً.
