في واقعة وُصفت بأنها “غير مألوفة”، شهدت مدينة كسلا انقطاعًا تامًا للتيار الكهربائي، إثر حادث صادم تسبب فيه سائق شاحنة كان تحت تأثير الكحول، حيث اصطدم بعمود ضغط عالٍ قرب كبري القاش، مما أدى إلى شلل مفاجئ في إمدادات الطاقة عن الأحياء السكنية والمرافق الحيوية.
وفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، فإن الحادث نتج عنه انهيار جزئي في البنية التحتية لشبكة الكهرباء التي تغذي المدينة بالكامل، وسط موجة غضب شعبي وتوقف شبه تام للخدمات العامة، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الحيوية.
أفادت مصادر فنية مطلعة أن فرق الطوارئ بشركة الكهرباء باشرت عمليات الإصلاح بشكل فوري، وسط تحديات تتعلق بتعقيد الأعطال وحجم الضرر الميكانيكي الذي لحق بالمعدات الرئيسية. كما أظهرت مقاطع مصورة من موقع الحادث دمارًا واضحًا في القاعدة الخرسانية للعمود الكهربائي، ما يُرجح أن تكون عملية الإعادة الكاملة للتيار تدريجية وتمتد لساعات أو أيام.
ورغم فداحة الحادث، لم تصدر الجهات الرسمية حتى الآن أي بيان توضيحي بشأن الإجراءات القانونية المتخذة بحق السائق أو حجم الخسائر الفنية والمالية، ما أثار انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع تكرار حوادث اصطدام مماثلة في مواقع حيوية دون رادع واضح أو رقابة فعالة.
وطالب ناشطون بضرورة تشديد الرقابة على حركة الشاحنات الثقيلة داخل المدن، وتحديدًا قرب البنى التحتية الحساسة مثل محطات الكهرباء، فيما أكدت مصادر قانونية أن التحقيقات لا تزال جارية، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال.
هذا التطور يعيد تسليط الضوء على أهمية تأمين شبكات الكهرباء من المخاطر البشرية والبيئية، خصوصًا في ظل هشاشة البنية التحتية لعدد من المدن السودانية، والاعتماد الكامل على محطات فردية لتغذية مناطق سكنية واسعة.
