
في لحظات وصفت بـ”الدرامية”، أفادت مصادر أمنية مطلعة أن سيدة في العقد الثالث من عمرها حاولت الانتحار من أعلى جسر النيل الأبيض بالعاصمة الخرطوم، قبل أن تنقذها فرقة متخصصة تابعة للإدارة العامة للشرطة الأمنية في عملية جريئة أبهرت الشارع السوداني.
وبحسب معلومات حصرية حصل عليها ” الراي السوداني” ، فإن السيدة، التي تُدعى (ج.م.أ) وتقطن في منطقة أم بدة الحارة العاشرة، اقتربت من حافة الجسر في حالة يأس واضحة، قبل أن تلقي بنفسها في مياه النهر، لكن أحد عناصر القوة الأمنية المتمركزة بالجسر لم يتردد لحظة وقفز خلفها، مدعومًا بقارب إنقاذ سريع.
وتمكنت الفرقة، عبر استجابة ميدانية سريعة، من سحب السيدة إلى بر الأمان وهي في حالة إعياء شديد، حيث تلقت العناية الطبية الأولية فورًا، وفق ما أوضح بيان صادر عن المكتب الصحافي للشرطة.
الواقعة التي اجتاحت مواقع التواصل
انتشار الواقعة على المنصات الرقمية أثار تفاعلًا واسعًا، إذ أظهرت مقاطع مصورة حجم البطولات التي أبداها رجال الشرطة، وسط إشادات شعبية بالجهود الإنسانية التي رافقت العملية. مغردون اعتبروا ما جرى “تجسيدًا حيًا لمعنى الجاهزية والشجاعة”.
إجراءات قانونية ورعاية نفسية
وفي أعقاب الحادثة، تم فتح بلاغ جنائي تحت المادة (133) المتعلقة بالشروع في الانتحار، مع التأكيد على خضوع السيدة لرعاية صحية ونفسية متكاملة، وذلك بالتنسيق مع جهات طبية مختصة، وفق ما أكده مصدر شرطي مسؤول.
دعوات مجتمعية لمواجهة الضغوط النفسية
في السياق ذاته، طالب ناشطون ومختصون اجتماعيون بضرورة تكثيف الدعم النفسي والرعاية الاجتماعية للمواطنين، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث تعكس تصاعد الضغوط المعيشية والنفسية التي تتطلب تحركًا جماعيًا لتفادي الكارثة قبل وقوعها.
تكريم منتظر للشرطي البطل
الشرطة الأمنية أعلنت عن نيتها تكريم الشرطي الذي خاطر بحياته لإنقاذ السيدة، معتبرة أن ما قام به “يتجاوز حدود الواجب الوظيفي”، ويعكس التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا يليق بمستوى الاحترافية المطلوبة في التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.
تذكير بواجب المجتمع
وفي ختام البيان، دعت الشرطة المواطنين إلى التكاتف الإنساني والاجتماعي، مؤكدة أن معالجة الأزمات النفسية تبدأ من اليقظة المجتمعية، ونشر ثقافة الاستماع والدعم النفسي كأدوات وقاية حقيقية من الانهيار.









