اخبار السودان

الجيش السوداني يتحرك.. ومستشار الرئيس الأمريكي يلوّح بالخطة “ب”

أفادت مصادر مطّلعة أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب سلسلة تحركات جديدة للجيش السوداني، وسط مؤشرات على تخفيف ارتباطه بإيران وتفكيك بقايا التيارات المتطرفة داخل مؤسسات الدولة، في خطوة وُصفت بأنها قد تعيد ترتيب المشهد السياسي المعقد في السودان، وتفتح الباب أمام تحولات واسعة في العلاقات الإقليمية، لا سيما مع إسرائيل وادلي مستشار الرئيس الأمريكي ببعض التصريحات.

 

وأكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، في تصريحات نقلتها قناة “الشرق”، أن واشنطن تلاحظ “خطوات جيدة” اتخذها الجيش السوداني، منها قطع العلاقات مع إيران وإبعاد العناصر المرتبطة بالنظام السابق، وهو ما يُعد – بحسبه – مدخلاً لتحسين العلاقات ليس فقط مع إسرائيل، بل مع عدة دول فاعلة في المنطقة.

 

في المقابل، لمّح بولس إلى أن استدامة الدعم الأمريكي مرهونة بإجراءات أكثر جرأة، محذراً من أن تجاهل المطالب الدولية قد يدفع واشنطن نحو اتخاذ “خيارات أخرى” في وقت لاحق، رغم تفضيلها للحلول السلمية. ولفت إلى أن العقوبات المفروضة على طرفي النزاع لا تزال قائمة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، خاصة في إقليم دارفور.

 

ووفق معلومات حصلت عليها ” الراي السوداني” ، فإن الوضع الإنساني حول مدينة الفاشر بات محوراً رئيسياً في المحادثات الجانبية خلال قمة شرم الشيخ، حيث ناقش الرئيسان عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب الكارثة التي وصفها بولس بأنها “الأكبر في العالم حالياً”. كما أظهرت مقاطع مصورة جهوداً ميدانية تشارك فيها منظمات دولية بالتنسيق مع قوات الدعم السريع لإيصال المساعدات.

 

من جانبه، قال القيادي في تحالف “صمود”، خالد عمر يوسف المعروف بـ”خالد سلك”، إن الأزمة الحالية لا يمكن فصلها عن محاولة فلول النظام السابق السيطرة مجدداً على المشهد، واصفاً الحرب بأنها “أداة انتقام” لتيارات الإسلام السياسي التي يسعى بعضها لإعادة إنتاج مشروع المؤتمر الوطني.

 

وأضاف: “قيادات داخل الجيش تعهدت بفك الارتباط مع بقايا النظام، وهو ما يُعد خطوة ضرورية لاستقرار السودان ولحماية القوات المسلحة من التورط في مشروع خاسر”. مشدداً على أن الطريق إلى السلام يمر عبر إسقاط المشروع السياسي للمؤتمر الوطني، وليس عبر المساومة معه.

 

ويؤكد مراقبون أن واشنطن بدأت فعلياً في إعادة تقييم علاقاتها مع المؤسسات الفاعلة في السودان، وسط تضارب المصالح الإقليمية والدولية، وتعقيد المشهد العسكري، ما يُنذر بمرحلة قد تشهد تحولات مفصلية في خارطة التحالفات بالسودان والمنطقة.

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى