في تطور لافت للأزمة السودانية، أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة أن مباحثات مغلقة جرت بين رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في العاصمة القاهرة، وسط تركيز غير مسبوق على القضايا الإنسانية والسياسية ذات الحساسية العالية، لا سيما الأوضاع المأساوية في مدينة الفاشر.
ووفق معلومات حصلت عليها ” الراي السوداني” ، فإن زيارة البرهان التي استغرقت يومًا واحدًا جاءت بدعوة رسمية من الرئاسة المصرية، وشهدت مناقشات معمقة حول العلاقات الثنائية، والتنسيق الأمني، ومآلات الحرب في السودان، خاصة في المناطق المحاصرة غرب البلاد.
وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم صرّح أن اللقاء تطرق إلى الأزمة الإنسانية التي تعصف بمدينة الفاشر، مشيرًا إلى تقارير موثوقة تحدثت عن “انتهاكات مستمرة بحق المدنيين”، وسط دعوات دولية متزايدة لتكثيف جهود وقف القتال وإيصال المساعدات.
كما نقل الوزير أن البرهان قدّم تهانيه للرئيس السيسي على نجاح قمة شرم الشيخ وما حملته من رسائل دعم للقضية الفلسطينية، في حين جدد السيسي رفض مصر لأي تدخل خارجي في الشأن السوداني، مؤكدًا دعم بلاده لوحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
المصادر كشفت أن الجانبين ناقشا مبادرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن غزة، والتي اعتبراها “نقطة ارتكاز إيجابية” يمكن البناء عليها لتحقيق تهدئة شاملة في الإقليم، بما يشمل السودان كجزء من توازنات الأمن الإقليمي.
هذا اللقاء، الذي لم يُعلن عن تفاصيله الكاملة، يُنظر إليه كـ محطة مفصلية قد تعيد ترتيب أولويات المجتمع الدولي تجاه الأزمة السودانية، في ظل احتدام المعارك، وتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.
