في تطور مفاجئ يعكس تصاعد الوعي التضامني داخل السودان، تحولت مبادرة أهلية من الولاية الشمالية، بدأت بكيلة رمزية من البلح، إلى قوافل غذائية ضخمة تدفقت نحو إقليم دارفور، مثيرة إعجابًا واسعًا واعترافًا رسميًا من حاكم الإقليم، مني أركو مناوي، الذي وصفها بأنها “أطنان من المحبة والإنسانية”.
ووفق معلومات حصلت عليها” الراي السوداني” ، فإن مبادرة “كيلة الفاشر” التي أطلقها متطوعون من الولاية الشمالية، لم تكن مجرد حملة غذائية، بل تحوّلت إلى رمز وطني لتجسيد قيم الوحدة والتكافل وسط أزمات السودان المتلاحقة. أظهرت مقاطع مصوّرة تداولها ناشطون حجم التفاعل الشعبي اللافت، خاصة من فئة الشباب الذين أداروا الحملة بإرادة قوية وتنظيم محكم.
في رسالة شكر عاطفية، خاطب مناوي سكان الولاية الشمالية قائلًا: “مشروع كيلة دعم الفاشر بالبلح تحول بسواعدكم وإرادتكم إلى أرادب وأطنان من الغذاء والخير… وإن شاء الله يكون شفاءً للمصابين والجرحى”.
كما أكد مناوي أن هذه الرسالة لا تمثله شخصيًا فحسب، بل تعبر عن امتنان أهل دارفور كافة، متحدثًا عن “لحظة فارقة أعادت تعريف مفهوم الوطنية” في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها السودان.
وبحسب المصادر، فإن لجان تنظيم المبادرة ضمّت متطوعين من مختلف الأعمار والفئات، مع حضور لافت للنساء، اللواتي شاركن في التعبئة والتحضير، ما أضفى على المبادرة طابعًا أسريًا وإنسانيًا نادرًا في خضم الأزمات.
مناوي شدد على أن “كيلة الفاشر” ليست نهاية المطاف، بل بداية لمرحلة جديدة من العمل الشعبي الطوعي، داعيًا ولايات السودان كافة إلى محاكاة التجربة، ومواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية عبر التضامن المجتمعي الخالص، بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
هذه المبادرة، التي انطلقت من عمق المجتمع المحلي، باتت حديث الشارع السوداني، وسط دعوات لتوثيقها وتحويلها إلى مشروع قومي دائم، يعكس الوجه الحقيقي للسودان الموحّد والمتكافل.









