أفادت مصادر مطلعة أن قطاع التعدين في السودان شهد تحولًا لافتًا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، مع تسجيل إنتاج غير مسبوق بلغ 53 طناً من الذهب، بنسبة تحقيق تجاوزت 115%، وسط قفزة كبيرة في الإيرادات تخطت 699 مليار جنيه سوداني.
هذه الطفرة الإنتاجية – التي وصفتها تقارير محلية بأنها “نقطة انعطاف حاسمة” – عززت من عائدات البلاد من صادرات الذهب لتصل إلى نحو 909 ملايين دولار، في وقت ارتفعت فيه التحويلات المجتمعية المباشرة إلى 33 مليار جنيه، ما يشير إلى تحول نوعي في الأداء المؤسسي والرقمي لشركات القطاع.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، فقد أكد المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، محمد طاهر عمر، أن قطاع التعدين التقليدي وحده تجاوز إيراداته 300 مليار جنيه بنسبة نمو قياسية بلغت 506% مقارنة بالسنوات الماضية، بعد أن كانت إيراداته لا تتجاوز 1.1 مليار جنيه في 2022م.
ويأتي هذا النمو الاستثنائي في ظل التزام الشركة بتنفيذ خطة للتحول الرقمي الكامل تشمل المركز الرئيسي وفروع الولايات، مدعومة بأنظمة إلكترونية مطورة داخليًا، تُعد من بين الأحدث في السودان. وتهدف هذه الخطوة إلى تحقيق الشفافية، تسريع المعاملات، وضمان الربط المؤسسي الذكي بين الإدارات.
في السياق ذاته، أكدت مصادر محلية بالولاية الشمالية أن المكتب الولائي للشركة حول 33 مليار جنيه للمجتمعات المنتجة خلال الفترة الماضية، دعمًا للمشاريع الخدمية، ما يعكس التزام الشركة بمبدأ “التعدين المسؤول والتنمية المستدامة”.
وثمّن والي الولاية الشمالية، الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، في خطاب رسمي، الأداء المؤسسي والانضباط الذي أظهرته الشركة في تنظيم الأنشطة التعدينية، معتبرًا أن الأرقام المتحققة منذ يناير 2025 تمثل قفزة غير مسبوقة تعكس كفاءة الكوادر الوطنية في إدارة الموارد المعدنية.
ويعتقد مراقبون اقتصاديون أن استمرار هذا الأداء من شأنه أن يُعزز مكانة السودان كمصدر رئيسي للذهب في إفريقيا، ويدعم خطط البلاد لتقليل الاعتماد على الموارد التقليدية، والانطلاق نحو بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.
وتعمل الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة وفق استراتيجية ترتكز على الشفافية والحوكمة، بدعم مباشر من المكتب التنفيذي لتفعيل الإدارة الذكية والتحول الرقمي الشامل، ما يعزز فرصها في ترسيخ دورها كمؤسسة فاعلة في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي الوطني.
