أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة بأن رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور كامل الطيب إدريس التقى، الخميس، بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي في العاصمة أسمرا، في خطوة وُصفت بأنها “حاسمة” لإعادة بناء العلاقات بين البلدين وسط تصاعد التوترات الإقليمية. الزيارة الرسمية، التي تستمر يومين، تحمل رسائل سياسية وأمنية بالغة الأهمية في توقيت يشهد فيه السودان تحديات داخلية عميقة.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني “، فإن اللقاء بين الجانبين تناول ملفات أمن الحدود، التنسيق السياسي، وتفعيل اتفاقيات التجارة العابرة، في ظل سعي الخرطوم لاستعادة زمام المبادرة إقليميًا بعد شهور من الاضطراب الأمني.
وأكدت مصادر مقربة من الوفد السوداني أن المحادثات جرت في أجواء إيجابية، وشهدت توافقًا لافتًا على ضرورة تعزيز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، خاصة مع تزايد الاهتمام الدولي بالممرات الاستراتيجية في البحر الأحمر.
من جهته، جدّد الرئيس الإريتري موقف بلاده الداعم لوحدة السودان، مؤكدًا أن أسمرا لن تكون طرفًا في أي ترتيبات تُهدد أمن السودان أو تخلّ بتماسكه الوطني. تصريحات أفورقي جاءت في سياق ما وصفته مصادر رسمية بـ”رسالة تطمين” للسلطات الانتقالية السودانية.
أظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام رسمية لحظة استقبال أفورقي لرئيس الوزراء السوداني، في أول زيارة خارجية للأخير منذ توليه المنصب، ما يسلط الضوء على الأهمية السياسية والاستراتيجية التي توليها الحكومة السودانية للعلاقات مع الجارة الشرقية.
تحليل مراقبين سياسيين أشار إلى أن أسمرا قد تلعب دور الوسيط أو الداعم اللوجستي في جهود إعادة الاستقرار إلى السودان، لاسيما في ظل تعثر المبادرات الدولية وتضارب أجندات القوى الإقليمية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الخرطوم إعادة تموضع دبلوماسي، تسعى من خلاله الحكومة المدنية الجديدة إلى كسر العزلة واستعادة مكانة السودان في محيطه الطبيعي. وفي هذا الإطار، قد تُسهم الشراكة مع إريتريا في إعادة ضبط توازنات النفوذ الإقليمي في مواجهة التنافس الدولي المتزايد على القرن الإفريقي.
ويُرجّح أن تعقب الزيارة تفاهمات تقنية مشتركة تتعلق بضبط الحدود وتيسير حركة البضائع، إضافة إلى تفعيل لجان أمنية بين الجانبين، وفق ما أفادت به مصادر حكومية مطّلعة.
هذا التحول في العلاقات بين الخرطوم وأسمرا قد يكون مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة من التكتلات الإقليمية، مع تغير ديناميكيات النفوذ في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية جيواستراتيجية.









