أفادت مصادر مطلعة أن السلطات السودانية، بتوجيه مباشر من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، شرعت في ترتيبات خاصة لنقل جثمان رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور محمد طاهر إيلا، من القاهرة إلى مدينة بورتسودان عبر طائرة خاصة، في مشهد يعكس رمزية عالية ورسالة سياسية مزدوجة.
ووفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني ” ، يُنتظر أن يُوارى جثمان إيلا الثرى بمقابر السكة حديد في بورتسودان، وسط مشاركة واسعة من قيادات رسمية ومكونات مجتمعية، في مراسم يُتوقع أن تتحول إلى حدث وطني كبير يعكس حجم التأثير الذي خلّفه الرجل خلال مسيرته السياسية.
الدكتور محمد طاهر إيلا، الذي وافته المنية في العاصمة المصرية بعد معاناة مع المرض، يُعد من أبرز رموز النظام السابق، لكنه ظل يحظى بحضور لافت في الذاكرة الشعبية، خاصة في شرق السودان، حيث لُقّب بـ”صانع المدن” نظرًا لمشاريعه التنموية اللافتة في بورتسودان وود مدني.
إيلا، الذي شغل مناصب تنفيذية رفيعة بينها والي البحر الأحمر ووالي ولاية الجزيرة، صعد إلى رئاسة الوزراء في فبراير 2019، قبل سقوط نظام البشير بأشهر قليلة، ليُسدل الستار على فصل سياسي مثير للجدل امتد لعقود.
أظهرت مقاطع مصورة من بورتسودان بدء استعدادات شعبية لاستقبال الجثمان، في أجواء يسودها مزيج من الحزن والفخر، بينما تتحدث تحليلات محلية عن رسائل ضمنية تحاول السلطة الانتقالية توجيهها عبر هذا التكريم، خاصة في ظل حالة السيولة السياسية التي تعيشها البلاد.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة رمزية جديدة للدولة، يُعتقد أنها تسعى من خلالها لإعادة ترتيب العلاقة مع رموز المرحلة السابقة دون صدام مباشر، في محاولة لاحتواء التوترات المجتمعية وتعزيز المصالحة الوطنية، وسط مشهد سياسي متقلب واستقطاب حاد.
