أفادت مصادر مطلعة أن الخطوط الجوية الإثيوبية ستستأنف رحلاتها المنتظمة إلى مطار بورتسودان اعتبارًا من 15 أكتوبر، بعد توقف دام أكثر من خمسة أشهر، وسط جدل واسع حول مصداقية الشركة وإجراءاتها السابقة.
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من الإعلانات المتضاربة التي أطلقتها الشركة منذ مايو الماضي، حيث تكررت وعود الاستئناف ثم أُلغيت دون تقديم أسباب واضحة، مما أثار موجة من الانتقادات بين المواطنين السودانيين، خاصة أولئك الذين خسروا أموالهم نتيجة الحجز عبر الإنترنت.
وفق معلومات حصل عليها” الراي السوداني” ، فإن أزمة الحجز السابقة تسببت في خسائر مالية للمئات، أبرزهم المواطن محمود أحمد، الذي أكد أن الشركة أعادت له 500 دولار فقط من أصل 590، بعد إلغاء رحلة كانت مقررة إلى دبي، وهو ما وصفه بـ”التلاعب غير المقبول”.
وتتزامن عودة الإثيوبية مع دخول شركات أجنبية أخرى على خط الملاحة الجوية في بورتسودان، أبرزها الخطوط التركية، ما أدى إلى تحركات لخفض أسعار التذاكر من شركات محلية مثل بدر للطيران، في محاولة للحفاظ على حصتها السوقية.
أظهرت مقاطع مصورة من مطار بورتسودان مؤخرًا تحركات لوجستية تؤكد استعدادات لزيادة عدد الرحلات الجوية، في وقت ارتفعت فيه الأصوات المطالبة بفتح المجال لشركات دولية جديدة مثل القطرية والسعودية والمصرية، لتوفير بدائل حقيقية أمام المواطن.
ويرى مراقبون أن هذه العودة قد تمهد لمرحلة جديدة من المنافسة الجوية في السودان، تُخفف من ضغط الأسعار وتمنح المسافر السوداني هامشًا من الحرية في الاختيار، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية وغياب البدائل الوطنية الفعالة.
بين وعود الشركات الأجنبية وشكاوى المسافرين، يبقى مستقبل الطيران في السودان مرهونًا بسياسات أكثر شفافية، وضوابط تضمن حقوق المستهلك وتعيد بناء الثقة تدريجيًا.









