اخبار السودان

الشريف يتحدث… فهل يستجيب البرهان؟

أفادت مصادر مطّلعة بتصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية السوداني الأسبق، الدكتور علي يوسف الشريف، لقناة الجزيرة مباشر مساء اليوم، كشف خلالها عن رؤية متكاملة للخروج من نفق الحرب المظلم في السودان، مؤكدًا أن الحسم العسكري يجب أن يتوازن مع استعداد مشروط للتفاوض، في ظل مطالبته بتوحيد الجيش ورفضه للإقصاء السياسي.

 

 

الشريف، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الدبلوماسية السابقة في السودان، شدد على أن أي تسوية سياسية لن تكون ممكنة دون شرط أساسي يتمثل في وجود جيش وطني موحد تحت سلطة الدولة، رافضًا استمرار التشكيلات العسكرية الموازية كـ”الدعم السريع” أو “القوات المشتركة”، باعتبارها عائقًا لبناء دولة مستقرة وذات سيادة.

 

وفي حوار امتد لأكثر من ساعة، أشار الشريف إلى أن كل الحروب السودانية السابقة انتهت بالتفاوض، ما يجعل من الحوار خيارًا إستراتيجيًا وليس ضعفًا أو تراجعًا، لكنه اشترط أن يتم هذا الحوار في ظل بيئة خالية من المسؤولين الذين تسببوا في إشعال الصراع، مطالبًا بإبعادهم لضمان العدالة وفتح صفحة جديدة.

 

وفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني ” ، أكد الشريف أن الانقسام السياسي في السودان سببه الإقصاء، محذرًا من إعادة إنتاج نفس الأخطاء السابقة. وقال: “لا بد من حوار شامل لا يُقصي أحدًا، باستثناء من أدانتهم المحاكم بشكل نهائي”، في إشارة إلى اعتراضه على دعوات الرباعية الدولية لاستبعاد التيار الإسلامي.

 

وفي موقف أثار اهتمام المراقبين، كشف الشريف عن كواليس مغادرته وزارة الخارجية، مشيرًا إلى أنه قدّم استقالته طواعية بعد خلافات حادة مع مسؤولين بارزين في السلطة، على رأسهم الفريق أول شمس الدين كباشي، ما يعكس حجم التباينات داخل منظومة الحكم آنذاك.

 

وحول بيان المجموعة الرباعية، وصفه الشريف بأنه قابل للبناء عليه، لكنه أبدى تحفظًا على بعض بنوده، واعتبر أن أي خطة للسلام لا تشمل جميع القوى السياسية – بمن فيها الإسلاميون و”قوى الحرية والتغيير” – ستكون قاصرة عن تحقيق الاستقرار.

 

وختم الشريف تصريحاته بالتأكيد على أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان يتحمل “مسؤولية تاريخية” تتطلب الموازنة بين العمليات العسكرية وإشارات الانفتاح السياسي، لإنهاء الحرب بطريقة تحفظ وحدة السودان وتمنع الانزلاق نحو كارثة إنسانية أعمق.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى