اخبار السودان

أرض السودان تغرق… ومصدر المياه محل جدل

أفادت مصادر جيولوجية مطّلعة أن تشغيل سد النهضة الإثيوبي دون تنسيق مسبق أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه نحو السودان، ما تسبب في غمر مفاجئ لأراضي طرح النهر بمناطق واسعة، وسط مخاوف متصاعدة من كارثة مائية محتملة.

 

ووفقًا لتصريحات أدلى بها الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، في مداخلة هاتفية على قناة صدى البلد، فإن إثيوبيا أقدمت مؤخرًا على فتح أربع بوابات من السد بشكل غير معلن، بعد تعطل التوربينات وارتفاع غير متوقع في معدلات الأمطار، مما أسفر عن غرق مفاجئ في مناطق سودانية قريبة من مجرى النيل الأزرق.

 

أظهرت مقاطع مصورة جهات محلية اتساع رقعة الغمر وارتفاع منسوب المياه في أراضٍ لم تكن ضمن نطاق الفيضانات الموسمية، وهو ما يعزوه خبراء إلى طريقة تشغيل السد الإثيوبي، التي وصفها شراقي بـ”الأحادية والخطيرة”.

 

وأوضح شراقي أن مصر، وعلى الرغم من التحديات، لا تزال تدير هذه الكميات المفاجئة من المياه من خلال تشغيل بوابات السد العالي ومفيض توشكى للحفاظ على استقرار منسوب نهر النيل، مشيرًا إلى أن تلك العمليات تتم وفق سيناريوهات مدروسة بدقة.

 

وعلى صعيد فني، شكك شراقي في كفاءة التصميم الهندسي لسد النهضة، مؤكدًا أن بنيته لا تضمن تخزين آمن للكميات الضخمة من المياه، ما يجعل أي خطأ في التشغيل يمثل تهديدًا مباشرًا لملايين السكان في دولتي المصب.

 

وكشف أن لدى إثيوبيا القدرة التقنية لفتح 21 بوابة مائية في وقت واحد، وهو ما “قد يغرق السودان بالكامل خلال 24 ساعة” على حد وصفه، محذرًا من غياب آليات إنذار مبكر أو تنسيق مع الدول المجاورة.

 

وفي ختام تصريحاته، شدد شراقي على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، يضمن الإدارة المشتركة والآمنة للمياه وفق قواعد القانون الدولي، ويمنع تكرار هذه الكوارث التي تهدد الاستقرار البيئي والسكاني في المنطقة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى