نجا ناظر قبيلة الهبانية، يوسف علي الغالي، من محاولة اغتيال وصفت بـ”المنسقة”، أثناء زيارة رسمية لبلدة النضيف التابعة لمحلية برام في ولاية جنوب دارفور، الحادثة وقعت في ظل توتر قبلي متصاعد تغذّيه تحركات عسكرية ومصالح سياسية مرتبطة بمليشيا الدعم السريع، التي تسعى لتثبيت موطئ قدم في المنطقة عبر إعادة رسم خارطة الولاءات القبلية.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها موقع “الراي السوداني”، فإن محاولة الاغتيال جاءت بعد أيام من زيارة ميدانية قام بها عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني في مليشيا الدعم السريع، إلى قيادات من قبيلة السلامات، تعهّد خلالها بجعل النضيف مقراً لنظارتهم الجديدة، مقابل انخراط مقاتلي القبيلة في صفوف المليشيا بقيادة القائد الميداني المعروف بـ”حسن الترابي“، والذي لقي مصرعه في اشتباكات مؤخراً.
بلدة النضيف، التي تخضع تقليدياً لنظارة الهبانية، أصبحت ساحة صراع بين مشاريع السيطرة القبلية وإعادة توزيع النفوذ السياسي والعسكري. وتُظهر مقاطع مصورة ومحادثات محلية تصاعد حالة الغضب والرفض وسط مكونات قبلية أخرى، اعتبرت هذه الخطوة “تجاوزاً تاريخياً” لتركيبة المنطقة الإدارية والاجتماعية.
كما كشفت مصادر مطّلعة أن اجتماعاً سرياً عُقد في نيالا ضم قيادات من السلامات وعبد الرحيم دقلو، ناقش خططاً لدمج أبناء القبيلة في مواقع قيادية داخل مليشيا الدعم السريع، ومنحهم سلطة محلية في النضيف، ما اعتبرته أطراف محلية “تفكيكاً متعمداً للبنية القبلية لصالح نفوذ المليشيا”.
وتكتسب القضية بعداً سياسياً إضافياً مع الإشارة إلى أن الناظر يوسف علي الغالي، الذي نجا من محاولة الاغتيال، كان قد أُعفي من منصبه بقرار رسمي من والي جنوب دارفور، عقب اتهامات بتعاونه مع جهات مسلحة، مما زاد من تعقيد المشهد وعمّق الانقسامات داخل القبيلة نفسها.
في سياق متصل، يرى مراقبون أن تحركات الدعم السريع في مناطق دارفور تأتي في محاولة لحشد ولاءات بديلة، بعد فقدانها لعدد من الحواضن الاجتماعية في مناطق رئيسية، وسط عزلة سياسية متنامية وخسائر ميدانية مؤثرة.









