
أفادت مصادر عسكرية موثوقة بتعرض قاعدة وادي سيدنا الاستراتيجية غرب مدينة أم درمان لهجوم مكثف نفذته طائرات مسيرة انتحارية أطلقتها المليشيا المتمردة، في تصعيد مفاجئ ضمن سلسلة هجمات منسقة استهدفت البنية التحتية الحيوية في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان.
الدفاعات الجوية تصدت للهجوم دون تسجيل خسائر بشرية، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مواقع متفرقة جراء إستهداف المسيرات ، تزامنًا مع سماع دوي انفجارات قوية هزت الأحياء السكنية.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها ” الراي السوداني ” فإن الضربات الجوية غير المسبوقة تزامنت مع هجمات مماثلة استهدفت محطات الكهرباء في مدن العاصمة الثلاث، ما أدى إلى انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي زادت من معاناة المدنيين في ظل أوضاع إنسانية متردية.
وأوضح شهود عيان أن الهجوم تركز على مواقع عسكرية ومرافق خدمية، بينما أفادت تقارير محلية بأن الدفاعات الأرضية بقاعدة وادي سيدنا نجحت في إحباط جزء كبير من الهجوم، مما حدّ من آثاره الكارثية المحتملة.
ووفقًا لتحليل الصحفي عزمي عبدالرزاق، فإن استخدام المليشيا للمسيّرات الانتحارية يُعد “علامة على الانهيار والارتباك”، مشيرًا إلى أن هذه الأساليب سبق تجربتها دون جدوى عقب خسائر فادحة تكبدتها المليشيا في كردفان والفاشر، وفي أثناء تحرير مناطق استراتيجية مثل جبل موية وود مدني.
كما أكد الصحفي والناشط السياسي د. إبراهيم الصديق أن “الهجوم محاولة يائسة لتحويل الأنظار عن التقدم العسكري المحرز في الميدان”، محذرًا من محاولات لتأخير العودة الطوعية للمدنيين وعرقلة جهود إعادة الإعمار.
وأشار الصديق إلى أن هذه الهجمات تعكس مأزق المليشيا بعد خسائر جسيمة في الآليات والعتاد وصعوبات في تجنيد المرتزقة، داعيًا إلى تعزيز النفير الشعبي ودعم العمليات العسكرية لإنهاء التمرد بشكل كامل.
من جانب آخر، شدد على ضرورة تحريك المساءلات القانونية بحق من وصفهم بـ”المتعاونين الذين لا يزالون طلقاء”، معتبرًا أن التهاون القانوني يُثير البلبلة ويقوض الثقة في مؤسسات الدولة.
وتُظهر هذه التطورات مؤشرات على استمرار التوتر في العاصمة رغم التقدم العسكري الميداني، في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بحسم المعركة أمنيًا وقانونيًا لتهيئة الأرض للسلام والاستقرار ولكن إستهداف الخرطوم اليوم يُنذر بغير ذلك.






