الخرطوم – الراي السوداني ـ في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ منذ اندلاع الحرب، أعلنت الحكومة السودانية نجاحها في إبعاد أكثر من 3 آلاف مقاتل يمثلون 98% من القوات المقاتلة إلى خارج ولاية الخرطوم، تنفيذًا لتوجيهات قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بتفريغ العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة.
وقال عضو مجلس السيادة ورئيس لجنة إعمار الخرطوم الفريق إبراهيم جابر، في مؤتمر صحفي الأحد، إن لجنة الأمن قررت إخلاء الخرطوم من المقاتلين ونشر الشرطة وقوات الأمن في 13 مدخلًا رئيسيًا، مؤكداً أن مسؤولية حماية العاصمة أصبحت بالكامل على هذه القوات. وأضاف أن السكن العشوائي تحوّل إلى “بؤرة للتمرد ومصدر لتمويل الحرب”، مشيرًا إلى أن وسط الخرطوم تعرض لتدمير ممنهج في بنياته الأساسية.
في المقابل، كشف وزير الدفاع الفريق حسن داؤود كبرون عن إخراج 3226 مقاتلاً من الخرطوم إلى مناطق بعيدة عن المدن، مؤكداً أن الجيش نفسه بادر بإخلاء مقاره، كما تم إخطار القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بالإجراءات الجديدة بحضور عضو مجلس السيادة صلاح رصاص.
ولم تتوقف القرارات عند ذلك، حيث أعلن الأمين العام لمجلس السيادة محمد الغالي إخلاء وسط الخرطوم من كل الوزارات باستثناء الداخلية والصحة، مع خطة للاستفادة من الأبراج الحكومية في تسيير العمل.
كما كشف وزير الدفاع عن وجود 38 ألف أجنبي ولاجئ داخل البلاد، تم ترحيل ألفي شخص منهم إلى بلدانهم، مطالبًا المواطنين بعدم التعامل مع من لا يملك وثائق إقامة. وأعلن أن فرق إزالة الألغام تمكنت من رفع آلاف الأجسام المتفجرة تمهيدًا لعودة الحياة إلى العاصمة.
وتأتي هذه التطورات بينما يعيش سكان الخرطوم حالة ترقب بين الأمل في استعادة الأمن والخوف من عودة الفوضى، بعد شهور من الانفلات وعمليات النهب والسرقة التي نفذتها مجموعات مسلحة وُصفت بـ“المتفلتة”.









