في خطوة وُصفت بالحاسمة، أفادت مصادر مطلعة بأن الفريق أول شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، أصدر توجيهًا مفاجئًا يقضي بإخلاء مدينة الأبيض من جميع القوات المقاتلة، مع الإبقاء فقط على عناصر الشرطة وجهاز المخابرات العامة لتولي مهام حفظ الأمن الداخلي. القرار يأتي وسط تصاعد القلق من انفلات محتمل في إحدى أبرز حواضر إقليم كردفان.
ووفق معلومات حصل عليها “الراي السوداني “، فإن توجيه كباشي يهدف إلى تفادي أي احتكاكات مسلحة داخل المدينة، وتهيئة مناخ آمن لعودة الحياة المدنية، وسط تعهدات بتكثيف الوجود النظامي غير القتالي وتعزيز الأمن المجتمعي.
التحرك الأمني الذي وصفه مراقبون بـ”المعادلة الجديدة”، يعكس محاولة لإعادة رسم قواعد الانتشار العسكري في المدن المتأثرة بالنزاع، خاصة مع ما أظهرته مقاطع مصورة حديثة من تدهور الأوضاع الأمنية في عدد من المناطق المجاورة.
توجيه كباشي ينسجم مع جهود الدولة في إعادة الاستقرار إلى المدن الكبرى، والحفاظ على النسيج الاجتماعي في ظل التحديات المتزايدة، بما في ذلك تأمين المدنيين من تداعيات الصراعات المسلحة ومنع تحويل المدن إلى ساحات مواجهة.
من جهة أخرى، يُنظر إلى قرار كباشي على أنه جزء من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة التوزيع العسكري بما يتماشى مع مقتضيات المرحلة، وفتح الباب أمام الحلول السياسية والأمنية التي تضع حماية السكان في مقدمة الأولويات.
