اخبار السودان

واقعًا صـ..ـادمًا بقرية سودانية… ما علاقة “ضيافة الدعم السريع” بمعاناة المدنيين؟

أفادت مصادر ميدانية مطّلعة أن ميليشيا الدعم السريع فرضت ما يُعرف بـ”ضريبة ضيافة” على سكان قرية تريا الواقعة في ريف النهود بولاية غرب كردفان، حيث طُلب من كل مواطن دفع مليون جنيه سوداني، بزعم استضافة أسر عناصر المليشيا المنتشرين في المنطقة، في مشهد وصفه السكان بأنه لا يختلف عن الابتزاز المسلح.

 

وفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، يعيش الأهالي تحت حصار فعلي بواسطة الدعم السريع يمنعهم من الوصول إلى مستشفى النهود لتلقي العلاج، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية، خاصة مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية، وسط غياب تام لأي دعم طبي أو تدخل إنساني.

 

الوضع الأمني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث تنتشر نقاط تفتيش مسلحة على الطرق المؤدية إلى المدينة، ما جعل التنقل محفوفًا بالمخاطر، وفرض عزلة خانقة على القرية. أظهرت مقاطع مصورة تسرّبت من المنطقة مشاهد لمدنيين يواجهون أوضاعًا معيشية مأساوية، بينما تحوّلت المنطقة إلى مسرح مفتوح للابتزاز والقيود المفروضة بالقوة.

 

منظمات حقوقية ونشطاء محليون حمّلوا المجتمع الدولي مسؤولية ما وصفوه بـ”الصمت المريب”، محذرين من أن استمرار التجاهل الدولي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية متسارعة. وطالبوا بإرسال فرق مراقبة محايدة لضمان وقف الانتهاكات، وتأمين ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين.

 

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الانهيار الإنساني بالإقليم، وغياب شبه كامل لأي حضور دولي فعّال، فيما تستمر مليشيا الدعم السريع  في بسط نفوذها على الأرض دون رادع قانوني أو ضغط دولي حقيقي.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى