الفاشر ـ الراي السوداني
في مدينة الفاشر التي تُعاني حصارًا لا يرحم، أعلنت تكية الفاشر -أحد أهم الصروح الخيرية- وقف استقبال التبرعات، ليس بسبب قلة العطاء، بل لأن السلع الأساسية اختفت تمامًا من الأسواق، جراء الحصار الخانق الذي فرضته مليشيا متمردة بدعم خارجي غامض.
في مشهدٍ يندى له الجبين، اضطر الأهالي لطهي علف الحيوانات “الأمباز” كي يوقفوا نزيف جوعهم، فيما يئن آلاف المدنيين تحت وطأة نقص الغذاء والدواء والقصف العشوائي الذي لم يترك أحدًا بمنأى عن أهواله.
تقريرٌ محلي يفيد بسقوط المئات من المدنيين الأبرياء، وسط صمت دولي مخيف، بينما تستمر المليشيا في فرض قبضتها الحديدية على المدينة، مدعومة بقوى إقليمية.
منظمات حقوق الإنسان ترفع الصوت، تصف ما يحدث بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وفوري لإنقاذ من تبقى من أهالي الفاشر قبل أن تتحول الكارثة إلى مذبحة لا تُغتفر.
توقف تكية الفاشر عن استقبال التبرعات ليس مجرد خبر، بل صرخة مدوية تترجم حجم المأساة… هل يسمع العالم ندائها قبل فوات الأوان؟