أفادت مصادر مطّلعة بأن السلطات في محلية أمدرمان شرعت فعليًا في صرف دفعات مالية مباشرة لآلاف من الأسر المستحقة، وسط إجراءات وصفت بالاستثنائية، داخل مركز صحي عبد المنعم بحي المظاهر، وذلك ضمن خطة طارئة تستمر لثلاثة أيام فقط.
التحويلات النقدية تستهدف نحو 9,575 مستفيدًا بينهم المعاقون، الأرامل، الأيتام وأسر شهداء معركة الكرامة من العسكريين والمدنيين، وفق معلومات حصلت عليها منصة [الراي السوداني]. وتشمل عمليات الصرف الدفعتين السابعة والثامنة للعام 2025، إلى جانب مستحقات مؤجلة من العام 2024 لـ509 مستفيد إضافي.
تنفذ عمليات الصرف الإدارة العامة للتنمية المجتمعية وتخفيف حدة الفقر بوزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، بالتنسيق مع مفوضية الضمان الاجتماعي والتكافل وخفض الفقر، وبنك الادخار والتنمية الاجتماعية، إلى جانب إدارات التنمية الاجتماعية في المحليات.
وتعيش ولاية الخرطوم أوضاعًا اقتصادية متدهورة، بعد أن دفعت الحرب المستمرة آلاف العائلات إلى فقدان مصادر دخلها، في ظل انعدام شبه تام لفرص العمل واستمرار عمليات النهب الواسعة التي طالت الممتلكات.
وقالت أمل عوض سبيل، مديرة التنمية الاجتماعية بمحلية أمدرمان، إن الدعم المباشر سيشكل تمهيدًا للانتقال إلى تمويل مشروعات فردية وجماعية، بإشراف مباشر من بنك الادخار، ضمن مذكرة تفاهم ثلاثية تجمع بين وزارة التنمية الاجتماعية والمصرف ومفوضية مكافحة الفقر.
وتتضمن المذكرة التزامات وشروطًا مصرفية مشددة تضمن تمويلًا منظمًا وفق السياسات المعتمدة من بنك السودان المركزي، ما يمهد لإدماج المستفيدين في منظومة إنتاجية تقلل من اعتمادهم على الدعم المباشر.
ورغم هذه التحركات، تؤكد مقاطع مصورة وتقارير ميدانية استمرار معاناة شريحة واسعة من سكان الخرطوم الذين يعيشون تحت خط الفقر دون وصول أي مساعدات رسمية أو دعم منظمات، في وقت تزداد فيه صعوبة الحصول على وجبتين في اليوم.
هذا الواقع يطرح تساؤلات بشأن مدى شمولية برامج الدعم، ومدى قدرتها على الوصول للفئات الأكثر هشاشة في عمق العاصمة.