الخرطوم – الراي السوداني
بعد غياب قسري امتد لعامين ونيف، دبت الحياة مجددًا صباح الأحد في المجمع الطبي بجامعة الخرطوم، إذ شهدت القاعة العتيقة (قاعة البغدادي) أول محاضرة لطلاب المستوى السادس بكلية الطب، في مشهد استثنائي رمزي اختزل الكثير من المعاني.
ولم يكن اختيار قاعة البغدادي صدفة، فهي رمز تاريخي عميق في وجدان طلاب العلوم الطبية بالجامعة، وشاهدة على أجيال من الأطباء الذين عبروا منها إلى الحياة المهنية.
المحاضرة التي قدمها عميد كلية الطب السابق، البروفيسور كمال الزاكي، بحضور طلاب من مستويات مختلفة وبعض الخريجين، جاءت كبداية رمزية لعودة آمنة إلى الدراسة، بعد ما لحق بالكليات الطبية من دمار وتخريب إبان الحرب.
بهذه الخطوة، بعثت كلية الطب رسالة قوية إلى رصيفاتها داخل وخارج الجامعة: أن العودة ممكنة حتى من بين الركام، وأن العزيمة قادرة على قهر المستحيل، وأن إشعال شمعة خير من لعن الظلام.