رئيس تحالف التراضي الوطني يكشف كواليس “الرصاصة الأولى” ويطرح خطة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية
تغطية – الراي السوداني
اتهم مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب الأمة ورئيس تحالف التراضي الوطني، تنظيم الإخوان المسلمين بالوقوف وراء إشعال الحرب التي اندلعت في السودان في 15 أبريل 2023، عبر ما وصفه بـ”اختراق خطير” للمؤسسة العسكرية.
وفي مقابلة خاصة مع “العين الإخبارية”، قال الفاضل إن “الرصاصة الأولى” التي أشعلت فتيل الحرب أُطلقت بأوامر من داخل الجيش، ولكن من قبل جهة موازية تمثّل ما تبقى من نفوذ الإسلاميين، وليس القيادة العسكرية الرسمية.
وكشف عن معلومات وصفها بـ”الصادمة”، استناداً إلى إفادات قائد الفرقة الأولى مشاة بالباقير، تفيد بأن وحدته هي من بدأت إطلاق النار على قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية، وهو ما اعتبره دليلاً على “انقلاب داخلي” قاده الإخوان لإفشال المسار المدني.
وأضاف أن “نظام البشير أدخل أكثر من 30 ألف ضابط محسوبين على الإسلاميين إلى الجيش، ما أبقى على نفوذهم بعد الثورة، وأتاح لهم ترتيب صفوفهم من داخل المؤسسة”.
وأوضح الفاضل أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان احتضن هذا التيار ومنحهم فرصة جديدة عبر دعمهم وتمويل نشاطهم، بما في ذلك مؤتمر شورى التنظيم في عطبرة، مما مهّد لاندلاع الحرب بهدف خلط الأوراق السياسية ومنع التسوية المدنية.
وفي رؤيته للإصلاح، شدد على ضرورة إعادة هيكلة الجيش على أساس قومي، قائلاً:
“نحتاج لجيش يمثل كل أقاليم السودان، ويقوم على عقيدة مدنية، لا حزبية، ويمنع التحزب داخل صفوفه نهائياً، بعد أن دمّرته ثقافة الولاء السياسي”.
واقترح الفاضل إبعاد المعسكرات والقيادة العامة من وسط العاصمة الخرطوم لتجنب تكرار مأساة الحرب، مطالباً بإعادة صياغة الكلية الحربية وتفكيك الولاءات السياسية داخل المؤسسة العسكرية.
وختم الفاضل حديثه بالتأكيد أن “إعادة بناء الجيش مهمة عاجلة، وشرط أساسي لنهضة السودان واستقراره الديمقراطي”.
