
القولد – الراي السوداني
أصدر رئيس النيابة العامة بالولاية الشمالية، مولانا محمد فريد حسن، تقريرا رسميًا كشف فيه تفاصيل جديدة وصادمة حول الهجوم المسلح الذي استهدف قسم شرطة الغدار فجر الثلاثاء، مؤكدًا أن العملية كانت مدبّرة بإحكام بهدف شلّ قدرات القسم الأمنية لسرقة البنك الزراعي المجاور.
وأوضح التقرير أن البنك الزراعي كان قد استقبل عصر يوم الحادث أموالاً نقدية عبارة عن مرتبات العاملين بالقطاعات المختلفة، وأن هذه المعلومات كانت متداولة بين سكان المنطقة، ما يرجّح أن الجناة كانوا على علم مسبق بتوقيت وصول المبالغ المالية.
وأكد رئيس النيابة أن المهاجمين كانت لديهم معرفة دقيقة بتفاصيل القسم، مثل أماكن وجود الأسلحة ومواقع الأفراد، وهو ما يفسر تمكنهم من الاستيلاء على السلاح، تعطيل العربة، وإصابة جميع أفراد القسم في الأرجل لإخراجهم عن الخدمة دون قتلهم، في أسلوب يدل على تخطيط احترافي ودراية دقيقة.
وأشار التقرير إلى أن موقع الهجوم وظروفه الجغرافية المعقدة في ظل انعدام التيار الكهربائي تعني أن الجناة لا بد أن يكونوا من سكان المنطقة أو محيطها القريب، مستبعدًا بشكل قاطع فرضية الهجوم من قبل أي حركة مسلحة أو وجود دوافع عدائية خارجة عن إطار السرقة.
وأضاف أن الشرطة باشرت التحريات تحت إشراف مباشر من مدير شرطة الولاية، بمشاركة فرق الأدلة الجنائية، المباحث، الكلاب البوليسية، والشرطة الأمنية.
وقد أدى الهجوم إلى استشهاد الشرطي محمد عثمان إمباشي، وإصابة ثلاثة آخرين، وتم تشييعه أمس في موكب جنائزي رسمي وشعبي شارك فيه مدير شرطة الولاية اللواء الحسن العكودابي، ومقرر اللجنة الأمنية، وعدد من القيادات الأهلية والتنفيذية بالقولد ودنقلا العجوز.
وخلال مراسم التشييع، توعّد مدير شرطة الولاية الجناة، متعهدًا بـ”القبض عليهم وتقديمهم لمحاكمة عادلة في أسرع وقت”، مؤكدًا أن هذه الحادثة “دخيلة على مجتمع دنقلا العجوز المعروف بالأمان والانضباط”.