اخبار السودان

رحلة الهروب المستحيلة.. مأساة النازحين من الفاشر تكشف المستور!

الفاشر – الراي السوداني 

في تفاصيل موجعة لرحلة الهروب من جحيم الحصار داخل مدينة الفاشر، روى النازح محمد نجم الدين إبراهيم لـ”دارفور24″ مشاهد قاسية عاشها مع أسرته أثناء محاولتهم مغادرة المدينة التي تعاني تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

بداية الرحلة: كارو وتفتيش دقيق

يبدأ النازحون رحلتهم من خلف منطقة “السوبر كامب” شمال غرب الفاشر، حيث يستأجرون عربات “كارو” مقابل 120 ألف جنيه لنقلهم إلى “حلة الشيخ”، حيث يتم تفتيشهم بدقة عند نقاط الجيش والقوات المشتركة للحركات المسلحة.

احتجاز وتحقيقات على الطريق

لاحقًا، تمر الأسر بنقاط تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع، حيث يتعرض البعض للتحقيق أو الاحتجاز، فيما يُسمح للبقية بمواصلة الطريق إلى “قرني”، عبر دروب وعرة تتطلب استئجار الحمير لنقل المسنين والممتلكات مقابل 40 ألف جنيه للحمار الواحد.

حماية مشروطة ونهب علني

الغريب أن قوات الدعم السريع تؤمن طريق النازحين لمنع اعتداءات قطاع الطرق، لكنها في الوقت نفسه تسلبهم هواتفهم وأموالهم بالقوة، في مشهد يتكرر على طول الرحلة.

أسعار باهظة للوصول إلى بر الأمان

من “قرني” تبدأ المرحلة الأكثر تكلفة، حيث يدفع النازحون 150 ألف جنيه للوصول إلى كورما، ومثلها للانتقال إلى بلدة طويلة عبر سيارات يديرها سماسرة. وعند مشارف طويلة، يُجبر النازحون على السير أو استئجار “كارو” بتكلفة إضافية للوصول إلى البلدة.

دعوات لإفراغ المدينة

بحسب إبراهيم، دعت قوات الدعم السريع سكان الفاشر لمغادرة المدينة، متعهدة بحمايتهم أثناء الخروج، في خطوة تهدف لتفريغ المدينة التي تمثل آخر معقل للجيش في دارفور.

كارثة إنسانية في الداخل

أما من تبقى داخل الفاشر، فيعيشون على حافة الجوع والعطش، وسط شح شديد في الغذاء والدواء وانعدام السيولة، مع ارتفاع رسوم السحب الإلكتروني التي زادت من معاناة السكان.

حصار مشدد ومنافذ مغلقة

شددت قوات الدعم السريع حصارها على الفاشر منذ أبريل 2023، عبر حفر خنادق من ثلاث جهات والسيطرة على البوابات الرئيسية، في محاولة مستمرة لإسقاط المدينة.

فشل الهدنة يزيد المعاناة

ورغم موافقة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على هدنة إنسانية مؤقتة استجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أن قوات الدعم السريع رفضت المقترح، ليبقى سكان الفاشر عالقين بين حصار مشدد وأحلام بالفرج لم تتحقق.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى