أخطاء “صامتة” قد تودي بحياة أسرى محررين.. تحذيرات طبية عاجلة
تفاصيل بروتوكول طبي جديد قيد الإعداد وسط تكتم رسمي.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟
متابعات – الراي السوداني
في تحذير غير مسبوق، دق أطباء سودانيون ناقوس الخطر حول ما وصفوه بـ”التغذية القاتلة” التي قد تُجهز على أسرى الحرب المحررين من معتقلات مليشيا الدعم السريع، بعد توثيق وفيات وقعت بسبب تقديم أغذية غير مناسبة لهؤلاء الضحايا فور خروجهم من الأسر.
جاء هذا التحذير خلال منتدى علمي نظمته منظمة الأطباء السودانيين بالخارج (مراسي) بالتعاون مع المؤسسة التعاونية، حيث كشف خبراء الصحة عن حالات وفاة حدثت بالفعل نتيجة تقديم سكريات ونشويات بشكل خاطئ للأسرى المنهكين جسديًا ونفسيًا.
العميد طارق الهادي كيجاب أشار إلى أن بعض الأسرى لفظوا أنفاسهم بعد ساعات من الإفراج عنهم، بسبب أخطاء في التغذية بدافع الشفقة عليهم. وأوضح أن هناك بروتوكولًا عالميًا صارمًا يجب اتباعه، يبدأ بفحص عناصر أساسية في الجسم (بوتاسيوم، صوديوم، مغنيسيوم) قبل تقديم أي طعام، على أن تكون البداية بشوربات معتدلة الملوحة.
المنتدى دعا إلى إعداد بروتوكول وطني عاجل بالتنسيق مع وزارة الصحة لضمان تعافٍ آمن لهؤلاء الأسرى، وسط تأكيدات بأن التغذية الخاطئة أخطر من الجوع ذاته في مثل هذه الحالات.
ممثلو الجيش الأبيض (الكوادر الطبية) شددوا على أن دور الأطباء في هذه المرحلة لا يقتصر على سد الجوع بل يمتد إلى إنقاذ أرواح معرضة للخطر بسبب آثار الاعتقال القاسي وسوء التغذية المزمن.
في السياق ذاته، أكد مسؤولو وزارة الصحة بولاية نهر النيل أن هناك استعدادات لتجهيز المرافق الطبية لاستقبال الأسرى المحررين، مع وضع خطة متكاملة تشمل الدعم النفسي جنبًا إلى جنب مع الرعاية الصحية.
فيما أوضحت الأخصائية النفسية د. أميمة محمد خير قوار أن العائدين من المعتقلات بحاجة ماسة إلى دعم نفسي مكثف، مع ضرورة تدريب ذويهم على كيفية التعامل معهم بعد الصدمة النفسية التي تعرضوا لها.
ويبقى السؤال المطروح: هل تُسابق الجهات الصحية الزمن لوضع هذا البروتوكول وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟ الإجابة في الأيام القادمة…