متابعات-الراي السوداني-كشف أحد الأسرى السابقين عن تفاصيل مروعة وشهادة مؤثرة حول معاناة وصمود الشهيد محجوب علي، الموظف بإدارة التسهيلات بمطار الخرطوم الدولي، الذي استشهد داخل أحد معتقلات مليشيا الدعم السريع نتيجة التعذيب وسوء المعاملة وانعدام أبسط مقومات الحياة.
وقال الأستاذ منصور الطيب بابكر، عضو اتحاد أصحاب العمل السوداني، إنه قضى شهرين مع الشهيد في نفس المعتقل قبل أن يتم الإفراج عنه في يوليو 2023 بسبب تدهور حالته الصحية. وأوضح أن الشهيد محجوب تم اعتقاله منتصف مايو 2023 بسبب حيازته لبطاقة عمله الرسمية، مشيرًا إلى أن الشهيد أظهر صمودًا مذهلًا رغم التعذيب ومحاولات الاستقطاب التي تعرض لها داخل المعتقل.
وصف منصور المعتقل بأنه كان عبارة عن جملون مكتظ تفتقر بيئته لأدنى معايير الإنسانية، تنتشر فيه الحشرات والروائح الكريهة، ويضم محتجزين من مختلف الأعمار والفئات، بمن فيهم أطفال وقُصَّر ومجانين، بالإضافة إلى مدنيين وعسكريين من مختلف التخصصات، بينهم ضباط أظهروا قدرًا كبيرًا من الثبات.
كما أشار إلى أن مليشيا الدعم السريع عرضت على عدد من العسكريين التعاون معها في مقابل العفو عنهم، إلا أن الجميع رفضوا باستثناء فرد واحد، مؤكدًا أن الظروف المعيشية كانت قاسية، حيث لم يكن يُصرف للأسير سوى لتر واحد من الماء في اليوم، رغم حرارة الطقس.
وفي ختام حديثه، أكد منصور أن الشهيد محجوب وبقية العسكريين نُقلوا إلى معتقل آخر أكثر سوءًا في سوبا، في نفس يوم الإفراج عنه، مضيفًا أن محجوب ظل رمزًا للصمود والكرامة حتى لحظة استشهاده.
