متابعات – الراي السوداني
أعلنت كولومبيا عن تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق تمثل في اكتشاف كميات ضخمة من احتياطيات الغاز الطبيعي تُقدر بنحو 6 تريليونات قدم مكعبة، في خطوة يتوقع أن تسهم في معالجة النقص الحاد الذي تعانيه البلاد في إمدادات الطاقة.
ويقع هذا الاكتشاف الكبير في حوض غواجيرا البحري، حيث قاد تحالف بين شركة بتروبراس البرازيلية وإيكوبترول الكولومبية عمليات التنقيب التي أثمرت عن هذا الاكتشاف الاستراتيجي.
وقد شملت أعمال الحفر بئري سيريوس-1 وسيريوس-2 اللذين أظهرا وجود احتياطي ضخم من الغاز.
من المتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي من هذه الحقول بحلول عام 2030 بمعدل يصل إلى 13.3 مليون متر مكعب يوميًا ولمدة عشر سنوات متواصلة، وهو ما يمثل قفزة هائلة مقارنة بالاحتياطيات السابقة.
وتعد هذه الكميات المكتشفة من الغاز الطبيعي ثروة وطنية تفوق بعض التقديرات للاحتياطيات في دول عملاقة مثل السعودية وأمريكا وروسيا على صعيد الحقول المكتشفة حديثًا.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت حرج بالنسبة لكولومبيا التي شهدت بنهاية عام 2023 تراجعًا كبيرًا في احتياطيات الغاز إلى 2.4 تريليون قدم مكعبة فقط، أي ما يغطي نحو 6 سنوات من الاستهلاك المحلي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز بنسب وصلت إلى 36%.
وقد دفع هذا الوضع الحكومة الكولومبية إلى التحرك السريع عبر استيراد الغاز من الولايات المتحدة وترينيداد وتوباغو، مع توجيه رئاسي أخير لشركة إيكوبترول لشراء الغاز من قطر بأسعار منافسة.
ويُتوقع أن يُحدث الاكتشاف الجديد تحولا عميقًا في مستقبل قطاع الطاقة الكولومبي، معززًا أمن الطاقة الوطني ومقللاً من الاعتماد على الاستيراد في السنوات القادمة، وسط تفاؤل واسع بأن تصبح كولومبيا لاعبًا أكبر في سوق الغاز العالمي.