سد النهضة يصل ذروته.. ومخاوف من سيناريو “التفريغ القسري”

متابعات – الراي السوداني 

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن انتهاء إثيوبيا من تنفيذ المرحلة الخامسة والأخيرة من تخزين سد النهضة في 5 سبتمبر 2024، حيث بلغ منسوب المياه 638 مترًا، بإجمالي 60 مليار متر مكعب.

وأشار شراقي، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، إلى أن الكميات الحالية من المياه المارة عبر سد النهضة تعود للزيادة الموسمية من الأمطار على بحيرة تانا وروافد النيل الأزرق، مبينًا أن تدفقات المياه انخفضت من 400 مليون متر مكعب في سبتمبر إلى 12 مليون فقط في أبريل، وسط توقعات بارتفاعها إلى 21 مليون متر مكعب مع بداية مايو.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية ثباتًا ملحوظًا في حجم التخزين في سد النهضة منذ سبتمبر الماضي حتى منتصف أبريل الحالي، ما يعكس -بحسب شراقي– ضعف تشغيل التوربينات، واحتمال تأخر توليد الكهرباء على نطاق واسع.

ورجّح شراقي لجوء إثيوبيا إلى تفريغ المياه تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة، مع بدء هطول الأمطار الخفيفة، وذلك لتجنّب ضغوط هيدروليكية على سد النهضة خلال ذروة موسم الأمطار في يوليو، مشيرًا إلى أن فتح بوابة واحدة من المفيض العلوي أو السفلي قد يكون الحل الأنسب.

في المقابل، بدأت السودان في اتخاذ خطوات استباقية، حيث رفعت منسوب التفريغ في سد الروصيرص، الذي لا يزال يحتوي على 3 مليارات متر مكعب فقط، أي ما يعادل نصف سعته، بينما تستقر معدلات التخزين في سد مروي عند 12 مليار متر مكعب ضمن المعدلات الاعتيادية.

وتأتي هذه التطورات وسط ترقب واسع في دولتي المصب، في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم ينظم تشغيل سد النهضة، ومخاوف متصاعدة من أي خطوات إثيوبية مفاجئة خلال موسم الفيضان المقبل.