اخبار السودانمقالات

عمران يكشف كم كان ضمير البعض (خربان)

تابعنا على واتساب
سلّط برنامج عمران في السودان الذي يقدّمه الإعلامي الضليع سوار الذهب علي محمد الضوء على قضيةٍ خطيرةٍ ومؤلمةٍ (وحزينةٍ) في ذات الآن ألا وهي قضية المشارح في الخرطوم والتي تمثل واحدة من جرائم فترة الانتقال..
وقد وثقّت حلقة أمس الأول كيف هو الوضع في مشرحة أم درمان (كنموذج) فقط لبقية المشارح حيث لا يزال الجميع يذكر أن بقية المشارح كانت بذات ( الشاكلة) وهي مشرحة التميز ومشرحة بشائر وصوّرت الكاميرا تفاصيل (مروعة) ومذهلة لا تشابهها إلا أفلام (الفريد هيتشكوك) فوجم وألجم كل من شاهد الحلقة من غرابة وهول ما شاهد وسمع..
الحلقة (تجرّم) كل من تولوا منصب النائب العام في الفترة من تشكيل حكومة (الفاشل) عبد الله حمدوك وحتى نشوب الحرب في 15 أبريل 2023م.. هذا لا يشمل كل من عمر أحمد محمد عبد السلام النائب العام الذي تم تعيينه من قبل الرئيس السابق عمر البشير ولا الوليد سيد أحمد محمود الذي أقيل في 20 يونيو 2019م من قبل المجلس العسكري الانتقالي..
لكن المعنيون بهذا (التجريم الواضح) النائب العام تاج السر الحبر الذي تم تعيينه في أكتوبر 2019م وهو (أضعف) نائب عام على الرغم من أنه مرشح (قحط) وقد استقال من منصبه في 18 مايو 2021م وخلفه مبارك محمود عثمان والذي أقيل في 31 أكتوبر 2021م وخليفة أحمد خليفة الذي عيّن كنائب عام في 2 ديسمبر 2021م وظل في منصبه حتى تمت إقالته في 31 ديسمبر 2023م
التقى سوار الذهب بمدير المشرحة جمال يوسف والذي أدلى بإفادات لا تقل (بشاعة) عن الصور وقد جالت الكاميرا في المشرحة ووثقّت حجم الدمار والبؤس بسبب الحرب وتكدّس (ما تبقى من الجثث) التي تحلّلت وقد ظلت بمكانها منذ فض الاعتصام في 2019م (بل وتزداد) بسبب (تواطؤ) من تقلدوا منصب النائب العام شراكةً مع الطب العدلي..
علماً أن كل دولاب الدولة خلال الفترة المشار إليها والتي تكدّست في الجثث كان يدار من قبل كوادر (قحط).. أكد المدير أن سعة المشرحة 20 جثة وحالياً بها 1000 جثة (متحلّلة) ووثقت الكاميرا جزء من (الهياكل العظمية والجماجم) وكمية من السوائل البشرية بسبب التحلّل ولكن ما لم تستطع الكاميرا توثيقه (الرائحة) المنبعثة من المشرحة..
أدلى مدير المشرحة بإفادات (خطيرة) مثيرة حيث قال بأن سبب تكدّس الجثث بهذه الكيفية والكمية هو قرار صادر عن النائب العام بمنع دفن الجثث مجهولة الهوية.. على الرغم من أن هذا إجراء روتيني يتم كل فترة فالمشرحة تستقبل جثث لمجهولي هوية بمعدل 400 جثة كل شهر..
لكن لوجود (قناعة) بأن معظم الجثث تعود لحادثة فض الاعتصام فقد صدر القرار ومنع الدفن لحين إجراء التشريح من قبل الطب العدلي وكانت قحط تنشر بأن أي دفن للجثث ما هو إلا إخفاء (لدليل الجريمة) دون الفصل بين من ماتوا خارج ساحة الاعتصام وبأسباب معلومة وواضحة عن من (يُشك) في أنهم قد يكونوا قتلوا في الاعتصام..
أشار كذلك إلى أنه وخلال الحرب كان المكان خالياً فتسللت الكلاب الضالة ونهشت الجثث واقتاتت عليها طيلة فترة الحرب ولا يعلم ما أصابها من سعر ونحو ذلك ولا أين هي الآن وهذه مصيبة أخرى تواجه سكان أم درمان القريبين من المشرحة.. هل تعلموا سادتي ماذا حدث بعد ذلك؟؟؟ ظل هذا القرار سارياً حتى نشوب الحرب وقد منعت تظاهرات هنا وهناك قادتها قوى سياسية محسوبة على قحط عملية الدفن وقد صدر قرار بدفن بعضها بعد التشريح حيث دفنت 80 جثة فقط.. أتى هذا بعد تشكيل لجنة (مضحكة جداً) كُلفت بمعرفة أسباب تكدّس الجثث بمشارح الخرطوم حيث أوصت اللجنة بعملية دفن الجثث التي لا علاقة لها بفض الاعتصام وهي كثيرة وهذا من المعلوم بالضرورة ولكن من يقنع (قحط)؟
خلاصة الأمر سادتي أن نائب عام جمهورية السودان هو المسؤول الأول عن تحلل الجثث وعدم دفنها بسبب محاولة قحط الاستثمار في (الموتي) سياسياً من باب إضافتهم جميعاً (كرصيد) ضحايا فض الاعتصام.. هذا ولو كان بعضهم توفي بحادث حركة أو كان بعضهم أطفالاً تماماً كما كان يفعل وزير (صحة الكورونا) بكتابة (سبب الوفاة) على شهادة الوفاة أنه كورونا ولو كان سبب الوفاة الغرق..
هذا (الاستثمار) في قتل المتظاهرين وفي (دماء) أهل السودان على يد مليشيا الدعم الصريع المتمردة لتعجيل التدخل الدولي وفي (الموتى) بالمشارح ليس بمستغرب مطلقاً على هذه القوى السياسية التي تعرّت تماماً أمام السودانيين بسبب مواقفها في حرب الكرامة وموالاتها لعدوهم الأول مليشيا الدعم الصريع..
لا مجال مطلقاً لتناسي جريمة تكدّس الجثث في مستشفى أم درمان ولا في التميّز وبشائر وغيرها فالمحاسبة واجبة لهذه الجريمة التي تقشعر لها الأبدان وظلت ماثلة ووزراء الحكومة وعلى رأسهم وزير الصحة يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويتظاهر في الشارع مع الثوار.. لقد أوضح برنامج عمران جزءاً من قبحنا الداخلي المقيت ونشره على الملأ وأبان بشكل فاضح كم كان ضمير البعض (خربان).. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخيراً: السيد النائب العام الحالي أصدر قرارك اليوم بدفن (متبقي) الجثث بمستشفى أم درمان فأي يوم يمر يدخلك في دائرة (الجرم والمحاسبة)
اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى