متابعات-الراي السوداني-قام وفد من وزارة الصحة الاتحادية، برفقة الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر، مساعد القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، بجولة تفقدية واسعة لمستشفيات محلية بحري في ولاية الخرطوم، حيث كشفوا عن تدمير ممنهج للبنى التحتية الصحية من قبل مليشيات الدعم السريع المتمردة. وشمل التدمير الكوابل الرئيسية لتوصيلات الكهرباء، مما أثر بشكل كبير على قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات الطبية.
وشارك في الجولة كل من د. أحمد البشير فضل الله، مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة بولاية الخرطوم، ود. محمد التجاني، مدير الإدارة العامة للطوارئ، ود. هشام عبد الله، مدير الإدارة العامة للمنظمات والشركات. وشملت الجولة زيارة مستشفى حاج الصافي، ومستشفى أحمد قاسم، ومستشفى بحري.
وأكد د. المغيرة الأمين، ممثل وزارة الصحة الاتحادية، أن الجولة كشفت عن التخريب المتعمد للبنى التحتية للمرافق الصحية، خاصة في مستشفى أحمد قاسم، الذي يقدم خدمات متخصصة في مجالات القلب والكلى والأطفال. وأشار إلى أن المستشفى يعتمد بشكل أساسي على الطاقة الكهربائية لتشغيل الأجهزة الطبية الكبيرة والحساسة، والتي تعرضت للتلف بسبب نهب وحرق الكابلات الكهربائية.
وبشر المسؤولون المواطنين بإعادة تشغيل المستشفيات واستعادة الخدمات الصحية بشكل كامل في محليات أم درمان الكبرى، وبحري، والخرطوم في أقرب وقت ممكن. وأكدوا على التنسيق مع وزارة الطاقة لإعادة توصيل الكهرباء والمياه إلى هذه المرافق الصحية.
فيما أعلن د. أحمد البشير فضل الله عن بدء تشغيل عيادات جوالة لتقديم الخدمات الطبية العاجلة للمواطنين، مع خطة لإعادة تشغيل مستشفى حاج الصافي ومستشفى الكباشي خلال الأيام الثلاثة القادمة. وأكد أن وزارة الصحة تعمل جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة (الجيش الأخضر) لاستعادة الخدمات الصحية في جميع المناطق المتضررة.
ووصف فضل الله الجهود الحالية بأنها مرحلة التعافي، تليها مرحلة الإعمار، مع التزام الوزارة بتقديم خدمات صحية بمعايير عالمية للمواطن السوداني. وأعرب عن أمله في تحسين جودة الخدمات الصحية بعد الأزمة، مؤكدًا أن “الصحة بالجميع وللجميع بولاية الخرطوم”.
وتأتي هذه الجولة في إطار الجهود المستمرة لإعادة تأهيل المرافق الصحية بعد تحريرها من سيطرة المليشيات. ومع استمرار التنسيق بين الجهات الاتحادية والمحلية، يُتوقع أن تشهد الفترة القادمة تحسنًا تدريجيًا في الخدمات الصحية، خاصة بعد إعادة توصيل الكهرباء والمياه وإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية.
هذه الجهود تعكس التزام الحكومة والقوات المسلحة باستعادة الخدمات الأساسية للمواطنين، ودعمهم في مواجهة التحديات التي خلفتها الحرب.